حالة ترقب فلسطينية لما سيتمخض عن انتخابات الكنيست "الإسرائيلي" المقرر عقدها في التاسع من أبريل الحالي، في ظل رفض حزب الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو منح قطاع غزّة أي تسهيلات قبل إنهائها، وتهديد منافسيه بشنّ حرب على القطاع في حال فوزهم.
"نتنياهو" قاد "إسرائيل" بتجربة غير ناجحة منذ عام 1996 وحتى 1999م، لكّنه عاد مجدداً كرئيس للوزراء في الانتخابات التي جرت عام 2015، وجلب بعودته الاستقرار للائتلاف "الإسرائيلي" الممزق.
أوراق ناجحة كبيرة يمتلكها "نتنياهو" من وجهة نظر مراقبين ومحللين، تؤهله للفوز بالانتخابات المرتقبة، خاصة بعد انسجام الرأي العام الإسرائيلي مع اليمين الذي يتماشى مع فِكر نتنياهو المحافظ، ما جعله يحظى بشعبية كبيرة كسياسي محنّك مخضرم.
وقال الكاتب والمحلل السياسي، سميح خلف: إنّ "فرص نتنياهو بالفوز في الانتخابات الإسرائيلية القادمة كبيرة جداً، وذلك لامتلاكه ورقتين مهمتين حصل عليهما من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهما: القدس والجولان"، مشيراً إلى أنّ الرئاسة الأمريكية تُساند نتنياهو وتدعم قيادته الحكومة القادمة لتطبيق مخططات "صفقة القرن".
ولفت الكاتب والمحلل السياسي د. هاني البسوس، إلى أنّ "نتيناهو" لا يزال منافساً قوياً، موضحاً أنّ فرص فوزه بالانتخابات القادمة كبيرة على الرغم من المنافسة الشرسة مع الأحزاب الأخرى.
تأجيل الانتخابات
وحول إمكانية شن نتنياهو حرباً عسكرية في غزّة لتأجيل الانتخابات، قال البسوس: "أصبح الآن من الصعب تأجيل الانتخابات الإسرائيلية، خاصة أنّها ستبدأ بعد أيام، بالإضافة إلى هدوء الأوضاع الميدانية".
وأوضح خلف أنّ البنية الأمنية والسياسية لدى دولة الاحتلال لا تُتيح لرئيس الوزراء الانفراد بقرار الحرب، خاصة في ظل كثرة الأحزاب، التي ترى بأنّ التهدئة مع غزّة عبارة عن لعبة الهدف منها كسب الوقت لإتاحة إجراء الانتخابات الإسرائيلية.
المشهد المقبل
وبالحديث عن المشهد المقبل في غزّة في حال فوز نتنياهو، نوّه البسوس إلى أنّها ستبقى كما هي دون أي تغيير، بحيث تقتصر على التصعيد المؤقت المحدود، واستمرار المطالبة بتحسين أوضاع قطاع غزّة الإنسانية.
فيما رأى خلف أنّه في حال فوز نتنياهو بالانتخابات، فإنّ المشهد الفلسطيني برمته سيتجه إلى خطوط سياسية وأمنية جديدة، بحيث سيصبح لدى إسرائيل وحركة حماس والفصائل الأخرى معادلات مختلفة، بسبب إمكانية إعلان "صفقة القرن" الأمريكية.
يُذكر أنّه من المقرر أنّ يتوجّه الناخون "الإسرائيليون" إلى صناديق الاقتراع، الثلاثاء المُقبل، للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية الـ"21"، التي يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها "استفتاء" على الحُكم طويل الأمد لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو.