يتوجّه الناخون "الإسرائيليون" الثلاثاء المقبل إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية الـ"21"، التي يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها "استفتاء" على الحُكم طويل الأمد لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو.
وترقب الأوساط الفلسطينية ما سينتج عن تلك الانتخابات، خاصة في ظل اتفاقيات التهدئة الموقعة بين الاحتلال "الإسرائيلي" والفصائل الفلسطينية في قطاع غزّة، للتعرف على إمكانية التزام "إسرائيل" بالاتفاقات في حال خسارة "نتنياهو" المعركة الانتخابية أمام منافسه الشرس رئيس أركان جيش الاحتلال بيني غانتس.
وتحتدم المعركة الانتخابية بين حزب "حيسون لإسرائيل" الذي يترأسه رئيس أركان جيش الاحتلال "الإسرائيلي" السابق بيني غانتس، وبين حزب الليكود الإسرائيلي اليميني برئاسة الرئيس الحالي للحكومة بنيامين نتنياهو، وعدد من الأحزاب "الإسرائيلية" الأخرى.
بدوره اعتقد المحلل السياسي سميح خلف، أنّ حزب الليكود سيفوز في الانتخابات بدعم الرئيس الأمريكي والخارجية الأمريكية، مُشيرًا إلى أنّ "إسرائيل تراهن على عامل الوقت الآن لتحدد موقفها من غزّة بعد الانتخابات، تماشيًا مع صفقة القرن".
وقال الباحث في قضايا الإعلام السياسي حيدر المصري: "في حال فوز نتنياهو في الانتخابات يُحتمل استمرار التفاهمات المبرمة مع حماس"، مضيفًا أنها ستشكل مدخلا لتحقيق تحول استراتيجي على الفلسطينيين.
ورأى خلف خلال حديثه لوكالة "خبر"، أنّ "إسرائيل ستنسف التهدئة بعد الانتخابات لأي سبب من الأسباب وتعود لحصار غزّة، تحت مطالب سياسية وأمنية يجب أنّ تستجيب لها حركة حماس، وأهمها سلاح المقاومة والأنفاق عبر لجنة من الأمم المتحدة والوسيط المصري لمتابعة ذلك".
ورجح المصري في حال فوز غانتس، عدم وجود أي تغيير جوهري في سياسي "إسرائيل" تجاه قطاع غزّة، موضحاً أنّ التفاهمات تخدم مسار استراتيجي لدى الاحتلال وليس قادته.
وأوضح خلف أنّ حماس ستكون أمام مرحلة حرجة جدًا بسبب صعوبة الأوضاع المعيشية والاقتصادية في قطاع غزّة، متوقعاً أنّ تُبدي الحركة مرونة عالية مع كافة الأطروحات للحفاظ على قوتها وتماسكها في القطاع.
وأردف المصري خلال حديثه لـ"خبر": "في حال فوز غانتس برئاسة الوزراء من المتوقع أنّ تشهد إسرائيل تجاذبات داخلية بشأن قطاع غزّة، ليس على المبدأ بل على الآليات والأساليب المطروحة لتنفيذ التفاهمات مع القطاع"
يُذكر أنّ "نتنياهو" قاد "إسرائيل" بتجربة غير ناجحة منذ عام 1996 وحتى 1999م، لكّنه عاد مجدداً كرئيس للوزراء في الانتخابات التي جرت عام 2015، وجلب بعودته الاستقرار للائتلاف "الإسرائيلي" الممزق، ويرى مراقبون أنّه يمتلك أوراق قوة تؤهله للفوز بالانتخابات المرتقبة.