يتوجّه الناخون "الإسرائيليون" غداً الثلاثاء إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية الـ"21"، بمشاركة حوالي "40" قائمة انتخابية من أبرزها حزبي "الليكود" و"أزرق أبيض"، بالإضافة إلى الأحزاب اليسارية والأحزاب العربية، وذلك في ظل استطلاعات رأي عرضتها وسائل إعلامٍ عبرية بيّنت أنّ تقارباً كبيراً في النتائج التي سيحصل عليها بين حزبي "الليكود" و"أزرق أبيض".
وبالحديث عن التقارب في نتائج الاستطلاعات بين كلا الحزبين، أوضح الدبلوماسي السابق والباحث الأكاديمي في العلاقات الدولية د. علاء أبو عامر، أنّ غالبية الجمهور الإسرائيلي اتجه عقب انتفاضة الأقصى إلى اليمين المتطرف، والاهتمام بأوضاعه الداخلية والأمن، مقابل ضعف أحزاب الوسط كونها لم تطرح بدائل فيما يتعلق بقضايا متعددة من ضمنها الدولة الفلسطينية المستقلة.
وبيّن أبو عامر في حديث خاص بوكالة "خبر"، أنّ هذا الأمر دفع الجمهور الإسرائيلي للنفور من الأحزاب اليسارية، مُؤكّدًا على أنّ التقارب في النتائج مبني على تحقيق الأمن والاستقرار للدولة، مُشيراً إلى أنّ قيادة حزب "أبيض أزرق" عبارة عن مجموعة من الجنرالات ولديهم تاريخ عسكري بصفتهم رؤساء أركان أو قادة جيش، وهذا ما يعطيهم قيمة وأهمية لدى الجمهور الإسرائيلي.
نتنياهو وقضايا الفساد
قال: "رغم قضايا الفساد التي تلاحق نتنياهو إلا أنّه يحظى بشعبية عالية، وذلك لأنّ القضايا المتهم بها ليست محسومة حتى اللحظة بالمعنى القضائي، فهي مجرد شبهات ولم يصدر قرار محكمة بشأنها، لذلك يُحاول نتنياهو أنّ يضغط بكل الوسائل على المحكمة لعدم إصدار لائحة اتهام ضده قبل إجراء الانتخابات".
ورأى أبو عامر أنّه في حال فوز "نتنياهو" بالانتخابات، فإنّ قضايا الفساد ستفقد أهميتها وبالتالي إلغائها، خاصة أنّها قضايا ليست ذات طابع جنائي.
وأرجع السبب في عدم تقديمه الاستقالة بسبب قضايا الفساد، إلى أنّ القانون الإسرائيلي يمنحه القدرة على عدم الاستقالة من موقعه بعكس ما حصل مع سابقيه من قادة إسرائيليين اُتهموا أيضاً بقضايا فساد مختلفة، تبعها استقالتهم من مواقعهم وإحالتهم للقضاء وصدور أوامر حبس بحقهم، وبعضهم غادر الحياة السياسية بالكامل.
ولفت أبو عامر إلى أنّ نتنياهو يحظى بتأييدٍ من الحركة الصهيونية العالمية ومن اللوبي الصهيوني في أمريكا، بالإضافة إلى الإدارة الأمريكية، وعلاقاته مع الإقليم العربي والدولي التي تميزت بالمتانة، موضحاً أنّه أثبت خلال فترة حكمه بأنّه قادرًا على إدارة علاقات دولية ناجحة مبنية على علاقاته الأمريكية بالدرجة الأولى.
الأقرب للفوز
رجح أنّ النتائج ستُظهر عدم وجود فوارق كبيرة من حيث الحصول على أصوات الناخبين بين كلا الحزبين، مضيفاً: "هناك تنافسًا متقاربًا بينهما، خاصةً أنّ أحزاب اليسار أو الأحزاب العربية لم تُحرز أي تقدم حتى اللحظة".
وأشار أبو عامر إلى وجود حالة تفاهم بين الحزبين على ذات السياسة الخاصة بأمن الدولة وعملية السلام، موضحاً أنّ العملية الانتخابية فيما بينهما قائمة على اختيار أشخص أكثر من كونها أحزاب.
وتوقع حصول الحزبين على فارق بسيط بواقع مقعد أو مقعدين لصالح حزب "أزرق أبيض"، مُستبعداً أنّ يكون لدى الأخير القدرة على تشكيل حكومة، حيث إنّ تشكيلها الحكومة مرتبط بالتحالفات أكثر من عدد المقاعد، فالحزب الفائز عليه أنّ يجمع تحالفًا يتألف من "62" مقعدًا لتشكيل الحكومة.
واعتقد أبو عامر أنّ نتنياهو هو الأقدر على تشكيل مثل هذه الحكومة، لأنّ أي حزب بحاجةٍ إلى أحزابٍ أخرى مثل العربية لتشكيل الحكومة، مُستدلاً بذلك على أنّ "غانتس" ليس لديه القدرة على التحالف مع نتنياهو أو الأحزاب العربية لتشكيل حكومة، لذلك فإنّ الحكومة القادمة سيتم تشكيلها من حزب الليكود مُجدّداً.