في ظل الأخبار التي تتداول عن ظهور ارهاصات ومعالم تنفيذ ما يسمي في " صفقة القرن " التي بات من الواضح أنها لا تقوم على أي حل عادل أو حتى مقبول للقضية الفلسطينية، فالمؤشرات الأولية تعطي مدلولات أنه لن يتم معالجة القضية على أسس سياسية تتعلق في فكرة حل الدولتين وانهاء الاحتلال وفق المرجعيات والمواثيق الدولية، بل تعتمد في خطتها على سلاماً اقتصادياً بحتاً يجعل من فكرة الصراع الوطنية مع الاحتلال وكأنها لا تتعلق في مشروع وطني يبحث طوال سنوات نضاله عن الحرية والاستقلال.
اعتماد صفقة القرن على المنظور الاقتصادي بالدرجة الأولى والأخيرة وتحييد البعد السياسي لجوهر القضية الفلسطينية يتناغم ويتساوق تماماً مع رؤية حكومة اليمين المتطرف بقيادة نتنياهو، ناهيك أن صفقة القرن سوف تجدد شرعية الاحتلال لا شرعية السلام المشروع ، من خلال سيطرة الاحتلال التامة على مفاصل الحياة الجغرافية والسياسية والاقتصادية لشعبنا الفلسطيني ، والعمل على توسيع البؤر الاستيطانية في القدس المحتلة والضفة الغربية وتهويد ما تبقى من المقدسات الإسلامية والمسيحية على حد سواء ، واعتماد فكرة التوطين والوطن البديل ، وسوف يتم تتويج معالم صفقة القرن بفرض ما يريده الاحتلال وبمباركة أمريكية شئنا أم أبينا .؟، وهذا بسبب حالة الوهن والضعف والانقسام التي يعيشها شطري الوطن ، وغياب مفاصل وجوهر عدالة القضية وتأثيرها في الرأي العالمي والمحافل الدولية .
في نهاية المطاف... لماذا وعلى ماذا الاختلاف ...!؟، سؤال موجه للكل الفلسطيني على اختلاف مشاربهم الفكرية والسياسية، في ظل ظهور ارهاصات معالم "صفقة القرن" التي لا تريد أن يبقى للفلسطينيين أي حقوق أو مشاريع وطنية يتطلع لها على طريق الحرية وإقامة الدولة المستقلة.
لماذا وعلى ماذا الاختلاف...!؟ في ظل تشكيل حكومة جديدة برئاسة " اشتيه" ، التي تفتقر إلى الأفق السياسي والدعم الاقتصادي، الذي يؤهلها بأن تكون حكومة ذات نسخة كربونية عن سابقاتها من الحكومات التي لم يطرأ عليها أي جديد أو تجديد سوى في تغيير الشخوص والمسميات، ناهيك عن عدم قبول ورضا السواد الأعظم من الكل الفلسطيني على تشكيلها، والأسباب كثيرة ومختلفة.!
لماذا وعلى ماذا الاختلاف ..!؟ وعلى غرار الإعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة في رام الله، يظهر التوقيت المتزامن في إعادة هيكلة اللجنة الإدارية التي تدير قطاع غزة، والتي تقوم على رؤية سياسية واقتصادية الهدف منها تثبيت موقعها في غزة.
لماذا وعلى ماذا الاختلاف...!؟ وهناك حديث عن جولة جديدة من المصالحة من الممكن أن تبدأ خلال الأيام القريبة في العاصمة المصرية القاهرة وفق ما جاء على لسان "عزام الأحمد" ، وقد بات الكل الفلسطيني على يقين بأن جولات وصولات المصالحة القادمة لن تكون بأوفر حظاً أو أحسن حال عن سابقاتها ، وهذا بسبب عدم اعتماد حسن وصدق النوايا الوطنية من طرفي الانقسام ، بأن يتجاوزا الخلافات والمصالح الشخصية والفئوية ، وأن ينظروا لشعبهم بعين الرأفة والاهتمام ، وأن يكونوا معول بناء انساني لا معول هدم وطني ، يفرق الشمل ويبعد حلم الوحدة وأمل العودة وتقرير المصير ، فما ينقص طرفي الانقسام هو النظر بعين واحدة إلى فلسطين.
لماذا وعلى ماذا الاختلاف ...!؟، والذي من الممكن أن يكتب بهذا الصدد مجلدات لا نهاية لها، فالكل الفلسطيني مستهدف شعباً وأرضاً وهوية وقضية، فالاختلاف فلسطينياً لا يقوم على أسس نفطية، بل يقوم على افتراض سوء النوايا ووضع الافتراضات والعراقيل قبل الشروع في جولات وصولات المصالحات، ولهذا الفشل سيد الموقف يكون في النهايات.
رسالتنا ...
رسالتنا للكل الوطني الفلسطيني على مختلف توجهاته الفكرية والسياسية، دعونا ولو مرة واحدة نجرب ألا نختلف !، فحينها يكون الأمر مختلف.؟