في يوم الأسير الفلسطيني

شهادة حية على عذابات الأسرى داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي

شهادة حية على عذابات الأسرى داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي
حجم الخط

غزّة - خاص وكالة خبر - حنين مرتجى

زنازين محكمة الإغلاق جدرانها مرتفعة وذات أبوابٍ سميكة وأقفالِ شديدة وسقوفٍ منخففة لتشبه القبور أو ثلاجات الموتى، تلك هي الأماكن التي يحتجز بها الاحتلال "الإسرائيلي" الأسرى الفلسطينيين، لكّنهم رُغم ذلك لم يستسلموا لانتهاكات الاحتلال بل تحدوها بإرادتهم وصمودهم وقهرهم السجان الذي يحاول بشتى الطرق النيل من عزائمهم.

ويُصادف اليوم ذكرى يوم الأسير الفلسطيني الموافق 17 من نيسان، وما يزال حوالي 6000 أسيراً يقبعون داخل سجون الاحتلال بينهم 54 فتاة وامرأة، و250 طفلاً، في ظل ممارسة السجان شتى أشكال التعذيب والعزل الانفرادي بحقهم، عدا عن حملات التفتيش اليومي ومنعهم من الزيارات ورؤية ذويهم.  

شهادة حية

محمد زكريا الأغا، أسير فلسطيني محرر أمضى في سجون الاحتلال "الإسرائيلي" 13 عاماً، متنقلاً بين مختلف السجون ومراكز التوقيف، بزعم الانتماء للجناح العسكري لحركة فتح، كتائب شهداء الأقصى، والمشاركة باشتباكات مسلحة ضد جنود الاحتلال، حتى الإفراج عنه في عام 2015.

وقال الأغا لمراسلة وكالة "خبر": "اُعتقلت وأنا في سن 21 عاماً، خلال كمين نفذته وحدة الكوماندوز التابع للاحتلال الإسرائيلي على مدينة خان يونس الساعة الثانية فجراً، وحُكم عليا بالسجن لمدة 13 عاماً، بالإضافة إلى غرامة مالية قدرها 6000 شيقل".

وبيّن أنّه أمضى فترة الاعتقال متنقلاً مابين سجن النقب وعسقلان والنفحة وبئر السبع، مؤكداً على أنّ تجربة الاعتقال قاسية جداً حيث تفتقر زنازين الاحتلال لأدني مقومات الحياة وهي أشبه "بثلاجات الموتى"، حيث يُحاول الاحتلال من خلالها إزلال الأسرى وإهدار كرامتهم. 

 فترة التحقيق

أوضح الأغا أنّها كانت قاسية ومؤلمة، حيث يخضع الأسير خلالها للشبح والتعذيب ويتم رشقه بالمياه، عدا عن حرمانه النوم لعدة أيام، بالإضافة إلى وضعه على كرسي حديد لأكثر من 30 ساعة ما يؤثر على الحالة الصحية للمعتقل، مشيراً إلى أنّه خضع  خلال فترة اعت/قاله لتحقيق مكثف استمر 98 يوماً ./

الإضراب عن الطعام

لفت إلى أنّه خاض الإضراب المفتوح عن الطعام  مع الأسرى مرتين خلال فترة اعتقاله، الأولى كانت في 2004/8/15 واستمرت لمدة 18 يوماً، والثانية كانت في 4/17/ 2012 لمدة 29 يوماً.

وكشف الأغا أنّ الأسرى يتخذون قرار الإضراب المفتوح عن الطعام في  حال رفض إدارة السجون الاستجابة لمطالبهم، حيث يستمر الإضراب حتى استجابة الاحتلال لمطالبهم مهما زاد المدى الزمني للإضراب ما يؤدي إلى أضرار جسدية كبيرة على صحتهم، مُؤكّداً على أنّه السلاح الوحيد بيد الأسرى لمواجهة تعنت الاحتلال.

مطالب الأسرى

يتعرض الأسرى داخل سجون الاحتلال للعديد من الانتهاكات من قبل إدارة السجون أبرزها: "النقل التعسفي، والعزل الانفرادي، والتفتيش اليومي، والتفتيش ما بعد منتصف الليل، والتنكيل بأغراضهم وملابسهم، وقطع المياه عنهم، وسحب ملابسهم والتلفاز والأدوات الكهربائية، بالإضافة إلى رفض علاج المرضى، ونقص الأغطية، وسوء الأغذية" وفق شهادة الأغا.

وأضاف: "نحن مناضلون من أجل حرية شعبنا وأرضنا ومقدساتنا الإسلامية، وما يُريده الأسرى هو الوحدة الوطنية واستكمال مشروع التحرير والنضال الوطني، والعمل من أجل حريتهم ونصرة قضيتهم".

وأشار الأغا إلى أنّ الالتفاف الجماهيري حول قضايا الأسرى وتنظيم الاعتصامات تُعزّز موقفهم، مُردفاً: "سلاح الأسير هو  الأمل والصبر وقهر السجان وهزيمته".

خلف قلاع الأسر

قال: "الأسير يقضي يومه بقراءة الكتب ومشاهدة التلفاز والتحدث مع الأسرى داخل الغرفة، ومتابعة الأخبار السياسية"، موضحاً أنّ فرحة الأسرى لا توصف بمجرد سمعاهم عن إمكانية عقد صفقة تبادل أملاً في أنّ يكونوا من ضمنها.

 ونوّه الأغا إلى أنّ إدارة السجون تمنع الأسرى من الاحتفال بالمناسبات الوطنية، حيث تسمح لهم بأداء صلوات الأعياد فقط في لحظة "الفورة"، ويستغلها الجميع بالمعايدة والتهئنة.

تنفس الحرية

بنفسِ طويل، قال: "عندما تم الإفراج عني شعرت وكأنني ولدت من جديد، وكانت سعادتي لا توصف، فالحرية لا مثيل لها، وبالرغم من ألم فراق أصدقاء وبينهم شقيقي، إلا أنّ فرحتي برؤية والدتي وأهلي لا توصف".

ويقبع الأسير ضياء الأغا وهو شقيق "محمد" خلف قضبان الاحتلال منذ اعتقاله بتاريخ 1992/10/10، وهو في سن لم يتجاوز الـ17 عاماً، وذلك بعد قيامه بقتل أحد ضباط الاحتلال، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة..