وأسباب قبول التهدئة

قراءة في نتائج التصعيد الإسرائيلي الأخير بغزّة.. هل تتدحرج كرة اللهب مُجدّداً؟!

قراءة في نتائج التصعيد الإسرائيلي الأخير بغزّة.. هل تتدحرج كرة اللهب مُجدّداً؟!
حجم الخط

غزّة - خاص وكالة خبر - حنين مرتجى

أعلنت فصائل المقاومة الفلسطينية فجر الإثنين، التوصل إلى اتفاق تهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي عقب جولة تصعيد استمرت يومين ارتقى خلالها (27) شهيداً ودمّر الطائرات الحربية حوالي (18) بناية سكينة، وفي المقابل أطلقت المقاومة أكثر من (700) صاروخاً صوب مستوطنات خلال قطاع غزّة، في جولة اعتبرها البعض الأعنف منذ حرب عام (2014).

ورأى محللون أنّ الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة تمكّنت من تنفيذ عمليات نوعية ومركزة وصل العمق "الإسرائيلي"، عدا عن تفجيير جيب بصاروخ موجه، الأمر الذي دفع بالاحتلال بالسعي لإتمام اتفاق التهدئة رغم الجرائم التي ارتكبتها في القطاع، سواء عمليات الاغتيال المنظمة أو هدم المباني فوق رؤوس ساكنيها.                                                                                         

قواعد اشتباك جديدة                                                                         

قال المحلل السياسي سميح  خلف، إنّ "جولة التصعيد الأخيرة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزّة، أظهرت تكتيكاً جديداً وقوة تأثير كبيرة تمتلكه المقاومة الفلسطينية، سواء من حيث أنواع  أدوات القتال المستخدمة خلال تلك المواجهة، أو زخات الصواريخ التي أحدثت رعباً أكبر في صفوف الإسرائيليين"، لافتاً إلى أنً غرفة العمليات المشركة سلّكت أسلوباً هادئاً ورزيناً في تحديد مستويات المواجهة مع الاحتلال.                                                             

فيما رأى الكاتب والمحلل السياسي د.هاني البسوس، أنّ موجة التصعيد الأخيرة التي شهدها قطاع غزة  كانت الأكثر شراسة  بين المقاومة الفلسطينيين و"إسرائيل"، حيث تمكنت فصائل المقاومة الفلسطينية من تحقيق تفوق نوعي فيها بتكبيد الاحتلال خسائر كبيرة، بمعزل عن الدمار الهائل الذي خلفه العدوان في أبنية غزّة.

اتفاق التهدئة

وبالحديث عن أسباب قبول "إسرائيل" بالتهدئة، قال البسوس: إنّ "ضغوطاً كبيرة مُورست على الجانبين من قبل  مصر  وقطر  والأمم المتحدة من أجل التوصل إلى اتفاق تهدئة"، مُنوهاً في ذات الوقت إلى أنّ إسرائيل قبلت بوقف موجة التصعيد بسبب حجم  الخسائر التي تكبدتها سواء بعدد القتلى أو الممتلكات، وأيضاً تخوفها من خسارة السياحة الأوروبية في حال استمرت المواجهة لأيامٍ أخرى، وفي المقابل تيقن الفصائل أنّ استمرار الجولة سيجلب مزيداً من الدمار للقطاع.

فيما استبعد خلف أنّ تكون مسابقة الأغنية الأوروبية اليوروفيجن المقرر إقامتها في (18) الشهر الجاري هي الوسيلة التي أرغمت إسرائيل على قبول تنفيذ شروط التهدئة خلال أسبوع، وذلك لأنه من المعروف أنّ الاحتلال منذ نشأته ينسف القيم الوطنية والإنسانية والقرارات الدولية ولا يلتزم بها.

المشهد القادم

أوضح البسوس أنّه من الصعب في ظل الوضع الراهن أنّ يتم الذهاب نحو مواجهة عسكرية جديدة في حال عدم التزم الاحتلال بتنفيذ تفاهمات التهدئة، مُشيراً في ذات الوقت إلى أنّ "إسرائيل" تعتبر الحصار المفروض على قطاع غزّة الوسيلة الأكثر جدوى للتأثير، لذلك ستلتزم بتطبيق جزئي للتفاهمات والتنكر لبعضها كما جرت عليه العادة.

ولفت خلف إلى أنّ "إسرائيل" تُريد استمرار الوضع الراهن كما هو، لذلك معنية بالمحافظة على الهدوء حتى تبقى منفردة بالسيطرة على الضفة الغربية وقطاع غزّة من أجل تطبيق بنود صفقة القرن، مُبيّناً أنّ المواجهة الأخيرة ولّدت لدى "إسرائيل" قناعة بمدى قوة التأثير التي تمتلكها فصائل المقاومة الفلسطينية.

وتابع: "لأول مرة في تاريخ مفاوضات التهدئة والتي لم يلتزم الاحتلال بتطبيق أي منها على مدار سنوات، يقبل هذه المرة بوقف إطلاق النار بدون أي شروط، وذلك بسبب توازن مستوى الرعب الفعال الذي أحدثته المقاومة بعملياتها النوعية والمركزة".

يُذكر أنّ فصائل المقاومة الفلسطينية كانت قد أمهلت "إسرائيل" مدة أسبوع انتهت يوم الخميس الماضي، لتنفيذ تفاهمات التهدئة المتفق عليها والتي كان أهمها إدخال الأموال القطرية لغزّة شهرياً، وتوسيع مساحة الصيد لمسافة (15)ميلاً، وفتح المعابر وإدخال البضائع بشكلٍ منتظم دون أي قيود، وعدم إطلاق النار على المتظاهرين السلميين المشاركين بمسيرات العودة.