يحتاج أي عمل ناجح أن يبدأ بقوة حتى يتمكن من جذب المشاهد لتكملة متابعته، خصوصًا في الموسم الدرامي الرمضاني والذي يكون عادة مليئًا بالأعمال، فالمشاهد في هذه الفترة قادر على استبدال أي مسلسل بآخر جديد في حال شعر بالملل والرتابة عند مشاهدة أولى حلقات المسلسل.
وهو الأمر الذي دفع صنّاع المسلسلات والأعمال الدرامية لوضع بعض التشويق والحبكة في الحلقات الأولى، من أجل جذب المشاهد للعمل، وبالرغم من سقوط عدد من هذه الأعمال في فخ الرتابة بمنتصف الحلقات، إلّا أن المشاهد يستكمل المسلسل من باب الفضول لمعرفة ماذا سيحدث؟
ومن بين الأعمال التي تمكن صناعها هذا الموسم من شدّ المشاهد في الحلقات الأولى، مسلسل "دقيقة صمت" للفنان عابد فهد، الذي يجتمع مجددًا في ثنائية مميزة مع الكاتب سامر رمضان.
بدأت الحلقة الأولى من داخل السجن وبوصول قرار إعدام كل من أمير "عابد فهد" وأدهم "فادي أبي سمرا"، اللذين تفاجآ هما ومدير السجن بهذا القرار السريع خصوصًا أنه جاء في منتصف الليل.
وفجأة، وقبل تنفيذ حكم الإعدام، تشتعل النيران في السجن ليتأجل الحكم قليلًا، في هذا الوقت يظهر المقدم عصام "خالد القيش"، والذي يزور السجن من أجل تبليغ مديره بقرار عزله واستلامه هو للمنصب.
ليجد المشاهد نفسه أمام لغز بعد قيام الشرطي عصام بتهريب أمير وأدهم بسيارته خارج السجن، وينقلهما إلى منقطة في الخلاء مع إبقاء الشرطي فواز معهما.
تبدأ ملامح هذا اللغز بالاتضاح في الحلقة الثانية، حيث يكتشف المشاهد أن العملية كبيرة جدًا وراءها سياسيون ومسؤولون كبار في الدولة، هدفهم إعدام شخصين آخرين يحملان اسم "أمير وأدهم" من أجل منعهما من الشهادة ضدهم، وبوجود مدير السجن محسن "جهاد سعد" والمعروف بالنزاهة، لم يكن الأمر سهلًا ليضطروا إلى القيام بهذه المهمة على طريقتهم الخاصة وتوريط محسن معهم بالحادثة.
في الحلقة الثالثة، يجد أمير وأدهم أنفسهما وقد استطاعا الهروب من حكم الإعدام، إلا أنهما أمام لغز عن سبب إخراجهما بهذه الطريقة من السجن وسبب وجود فواز معهما، ويكتشف أمير أن فواز سيقوم بقتلهما ليسارع بالتخلص منه على الفور، وفي هذه الحلقة يبدأ المشاهد بالتعرف على أسرة أميرة وحياته السابقة.
وبهذه الحبكة، استطاع مسلسل "دقيقة صمت" أن يشدّ المشاهد منذ حلقاته الأولى، ويقدم قصة مُختلفة ومميزة، فهل سيستمر العمل على الوتيرة نفسها ويقدم عابد فهد مع سامر رضوان مسلسلاً بنفس نجاح عملهما السابق "الولادة من الخاصرة"؟