بقلم: ثائر نوفل أبو عطيوي

في ذكرى النكبة ... على هذه الأرض ما يستحق الحياة

ثائر نوفل أبو عطيوي
حجم الخط

غزّة - وكالة خبر

اليوم ذكرى النكبة 71 التي لحقت في شعبنا الذي يحب الحياة ... حياة الحرية ما استطاع إليها سبيلا، إثر احتلال الكيان الإسرائيلي لأرضنا الفلسطينية، الذي مازال شعبنا الأبي يعاني حتى اليوم مأساة النكبة واللجوء والهجرة والشتات بكافة معالمها وأدق مشتقاتها وتفاصيلها على كافة الصعد والمستويات والتي على رأسها الإنسانية والسياسية معاً.

يوم النكبة ليس سرداً تاريخياً لأحداثها ووقائعها فقط، بل هي ذكرى واقعة إنسانية للفلسطيني الذي شرد وطرد من دياره الأصلية دون وجه حق، وما ترتب عليها من نتائج منها مازال مشتتاً بين أصقاع الأرض ، باحث الدوم عن حلم العودة وتقرير المصير المعلق بالأمل المتمسك بحتمية النصر مهما طال الزمن أم قصر.

في ذكرى النكبة، شعبنا وقضيتنا الفلسطينية ليس في أفضل حال، بل أصبح فلسطينياً تغيير الحال من المحال، فمن نكبة إلى أخرى، فالنكبات في وطني متعددة الأشكال والوجوه، وللنكبة وجوه أخرى ...!؟ نكبة الانقسام السياسي البغيض، نكبة ضياع المشروع الوطني المستقل برمته، نكبة المحاور الدخيلة  والطارئة على قضيتنا ومشروعنا الوطني التي تسعى إلى استئصال الروح الوطنية والوحدوية من أعماق شعبنا، ونكبة قرارات الاحتلال وحكوماته المتعاقبة ضد الانسان الفلسطيني ووجوده الإنساني والوطني أينما حل وأينما وجد ، ونكبة قوى الاستعمار الامبريالية العالمية برئاسة الإدارة الأمريكية التي قتلت حلم الدولة وأمل الحرية والاستقلال ، من خلال دعمها المستمر للمشروع الصهيوني في  تهويد الأرض الفلسطينية ولا سيما مقدساتها الدينية وحضارتها التاريخية ، من خلال المشاريع الاستعمارية والتي منها نقل السفارة الأمريكية للقدس المحتلة ، والبدء في تنفيذ ما بات يعرف في " صفقة القرن" التي جوهر مضمونها أن الانسان الفلسطيني يحق له العيش "انسانياً" وليس انساناً ذو كيان وطني وسياسي ، يسعى للحرية وإقامة دولته المستقلة وفق ما نصت عليه كافة المواثيق والشرائع الدولية والحقوقية ، التي كفلت له الحق المشروعة غير المنقوض في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيزان وعاصمتها القدس الشرقية. 

في ذكرى النكبة 71 ، نحن بأمس الحاجة الملحة والضرورية للمراجعة الوطنية الشاملة التي تقوم على أسس عملية تتعامل مع الواقع السياسي وفق برنامج وطني القاسم المشترك عنوانه الوحدة والمصير المشترك للكل الفلسطيني ، وذلك بعد وأد الاحتلال والقوى الاستعمارية لأي أمل في مفاوضات سلمية تقوم على فكرة حل الدولتين ، وكما يجب الانفتاح على دولة العالم الحر والمنحاز لشعبنا وعدالته قضيتنا ، وأن نعزز الدور الوطني الإيجابي في المحافل الدولية للقضية وتفعيل عناوينها الإنسانية والسياسية معاً ، حتى تعود لصدارة المجتمع الدولي وفق شراكة عربية وبعد قومي ، ورأي فلسطيني  يعتمد في رؤيته على بناء نظام سياسي فلسطيني جديد وموحد قادر على تحمل الأعباء الوطنية والمسؤوليات السياسية  ، حتى يمكننا انقاذ المشروع الوطني المستقل منن الاندثار والضياع ، ويكون بمقدورنا جميعاً خوض معركة المقاومة المستمرة والمشروعة على طريق الحرية والاستقلال.

في ذكرى النكبة سيبقى شعبنا الفلسطيني في كافة أماكن تواجده محافظاً على الهوية الإنسانية والسياسية والوطنية والتاريخية لعدالة قضيتنا وحقه في العودة وتقرير المصير ، لأن كبارنا الراحلين زرعوا في صغارنا حلم العودة وأمل الحرية على طريق الاستقلال ، فمازال التاريخ حاضراً وشاهداً على  تمسكنا  وحفاظنا على مفاتيح بيوت بلداتنا وقرانا التي طردنا منها عنوةً وظلماً وعدواناً ، ولازال التاريخ الفلسطيني حاضراُ على الوثيقة الوطنية  المقاومة " بالدم نكتب لفلسطين" ولازال التاريخ شاهداً على أطفالنا الصغار وهم حافظين لأسماء مسقط رأسهم بلداتهم الأصلية التي طرد وهاجر منها أجدادهم الكرام. 

 في ذكرى النكبة 71... مازلنا الأحياء الفلسطينيين، الذين بالعهد والقسم ملتزمين، وعلى درب الأجداد والشهداء سائرين، ولمقولة الشهيد الخالد ياسر عرفات حافظين ... بالروح بالدم نفديك يا فلسطين.