أحيا آلاف الفلسطينيين اليوم الأربعاء، الذكرى النكبة "71" التي توافق 15 مايو/ أيار، عبر مسيرات انطلقت على كافة حدود قطاع غزّة الشرقية، تأكيداً على التمسك بالحقوق الفلسطينية الثابتة وفي مقدمتها حق العودة.
وبدأ توافد المواطنين إلى حدود قطاع غزّة ونقاط التماس مع الاحتلال "الإسرائيلي" منذ ساعات الصباح، حيث أسفر قمع الاحتلال للتظاهرات السلمية إصابة (65) مواطناً بجراحٍ مختلفة.
بدوره، قال عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني، وليد العوض: إنّ "رسائل الشعب الفلسطيني اليوم التأكيد على تمسكه بحقوقه وأولها العودة إلى دياره، رغم المجازر التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي إبان النكبة عام 1948".
وأشار العوض خلال حديثه لمراسل وكالة "خبر" إلى أنّ الشعب الفلسطيني يُؤكّد تمسكه بحقه في إقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس من خلال إحياء هذه الذكرى رغم الأسلاك الشائكة والانقسام البغيض، مُشدّداً على أنّ جرائم الاحتلال لن تُثني شعبنا عن مواصلة نضاله.
من جانبه، بيّن عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية، عضو هيئة مسيرات العودة وكسر الحصار، ماهر مزهر، أنّه رغم مرور (71) عاماً على النكبة، ما يزال الشعب الفلسطيني متمسك في حقوقه التاريخية.
وأضاف مزهر لمراسل وكالة "خبر": "الاحتلال ارتكب مجازر بحق أطفالنا ونسائنا ومع ذلك لم ينسى شعبنا هذه الآلام، حيث كانوا يقولون إنّ الكبار يموتون والصغار ينسون، لكّن اليوم الصغار هم من يمتشقون الراية ويواجهون العدو بصدور عارية".
وشكلت نكبة فلسطين "1948" محطة سوداء في التاريخ الحديث للشعب الفلسطيني، فمن ناحية تم طردهم من وطنهم وأرضهم وجردوا من أملاكهم وبيوتهم، ومن جهة ثانية شردوا في بقاع الأرض لمواجهة كافة أصناف المعاناة والويلات وتسببت في تحويل مئات آلاف الفلسطينيين إلى لاجئين، وعشرات الآلاف إلى مهجرين في وطنهم ممن يرون بلداتهم وأراضيهم، وأحيانا منازلهم، وهم يحرمون منها.
ورغم تشريد أكثر "800" ألف من أبناء شعبنا من وطنهم ومنعهم من العودة إليه، ورغم اقتراف جريمة التطهير العرقي التي ارتكبت خلالها العصابات الإسرائيلية أكثر من "70" مجزرة، ودمرت أكثر من "531" قرية ومدينة بالكامل، إلا أن شعبنا ومصمم على البقاء في أرضه حيث بلغ إجمالي تعداده في العالم مع نهاية "2018" حوالي "13.1" مليون نسمة، ما يشير إلى تضاعف عدد الفلسطينيين أكثر من "9" مرات منذ نكبة "1948"، أكثر من نصفهم "6.48" مليون نسمة في فلسطين التاريخية (1.57 مليون في المناطق المحتلة عام 1948).
يُذكر أنّ الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، كانت قد أعلنت الإضراب الشامل في قطاع غزّة اليوم الأربعاء، لإحياء ذكرى النكبة عبر مسيرات حدودية تنطلق على كافة حدود القطاع الشرقية.