وجهت إيران إلى الولايات المتحدة اتهامًا بتصعيد "غير مقبول" للتوترات، مؤكدة على أن طهران تتصرف "بأقصى درجات ضبط النفس" رغم انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي المبرم مع الدول الكبرى.
وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف خلال زيارة إلى طوكيو، أمس الخميس، إن "ما تقوم به الولايات المتحدة من تصعيد غير مقبول".
وأضاف ظريف في مستهل اجتماع مع نظيره الياباني تارو كونو "نحن نتصرف بأقصى درجات ضبط النفس رغم انسحاب الولايات المتحدة في مايو/أيار الماضي" من الاتفاق المعروف رسميا باسم "خطة العمل المشترك الشامل".
وجاءت تصريحات ظريف بعد طلب الولايات المتحدة من موظفيها غير الأساسيين مغادرة سفارتها في بغداد بسبب تهديد "وشيك" من فصائل عراقية مرتبطة بإيران.
وأفاد مسؤولون كبار في وزارة الخارجية الأميركية مشترطين عدم كشف هوياتهم، بأن التهديد يأتي من مليشيا عراقية "يأمرها ويسيطر عليها" الحرس الثوري الإيراني، في حين أشار أحدهم إلى أنها مرتبطة بشكل مباشر بإيران، وتهديدات عدة مرتبطة بشكل مباشر بإيران".
ولفت آخر إلى أن هناك "تهديدا وشيكا لموظفينا.. وطلب لمغادرة جزئية (من السفارة) هو الشيء المنطقي".
غير أن تلك التصريحات ليست إلا "ذرائع وحربا نفسية"، بحسب ما اعتبر فصيلا "عصائب أهل الحق" و"حركة النجباء" العراقيان المنضويان في هيئة الحشد الشعبي.
وأكد هذان الفصيلان أن واشنطن "تحاول صنع ضجة في العراق والمنطقة تحت أي ذريعة" وأن قراراتها "مجرد استفزازات".
وعزز القرار الأميركي المخاوف من إمكانية انفلات الوضع الأمني الإقليمي ونشوب نزاع بين الخصمين، رغم تأكيد الجانبين عدم رغبتهما في خوض حرب.
لكن ترامب توقع أن ترغب إيران "قريبا" في التفاوض، ونفى أي خلاف في البيت الأبيض بشأن خطوات يقول منتقدون إنها يمكن أن تؤدي إلى نشوب حرب في الشرق الأوسط.
وكتب ترامب في تغريدة على تويتر "أنا على ثقة بأن إيران سترغب قريبا في إجراء محادثات". وندد أيضا بتقارير في وسائل الإعلام عن خلاف داخلي في البيت الأبيض، قائلا "ليس هناك أي خلاف داخلي. يجري التعبير عن آراء مختلفة، وأتخذ القرار النهائي والحاسم".
ولكن رغم تشديد ظريف الذي يزور الصين الجمعة أيضا، على أن طهران لا تزال "ملتزمة" بالاتفاق، استبعد "أي إمكانية لمفاوضات" مع واشنطن بهدف خفض التصعيد.
ويقول معارضو ترامب إن متشددين يقودهم مستشار الأمن القومي جون بولتون، الذي طالما سعى للإطاحة بالنظام الإيراني، يدفعون الولايات المتحدة إلى حرب.
وأكد المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي الثلاثاء الماضي، على أن الأزمة مع الولايات المتحدة ليست سوى "اختبار إرادة".
وقال "هذه المواجهة ليست عسكرية لأنه لن تندلع أي حرب. لا نحن ولا هم يسعون إلى حرب. هم يعرفون أنها ليست في مصلحتهم".
وأبدى وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو موقفا مماثلا إذ قال في سوتشي بروسيا "نحن لا نسعى مطلقا إلى حرب مع إيران".
ورغم تأكيد الجانبين على عدم السعي للحرب، سارعت الدول الكبرى للدعوة إلى الهدوء وأعربت عن القلق إزاء تصعيد التوتر.
يذكر، أن التوتر تصاعد عقب انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق العام الماضي، لكن وتيرة التصعيد تسارعت في الأسابيع الماضية مع إرسال الولايات المتحدة حاملة طائرات هجومية والقطع المرافقة، وقاذفات بي 52 إلى منطقة الخليج للتصدي -كما تقول واشنطن- لتهديدات إيران.