دائماً ما يتميز الفلسطيني بسعيه لمواجهة الظروف المحيطة به وإكمال الدرب رغم أي معيقات، وكثيراً ما كان لأبناء الشعب الفلسطيني بصمات واضحة في شتى المجالات ومنها "الأدبي والفني والعلمي"، خاصة النساء الفلسطينيات اللواتي تخطين كافة الصعاب من أجل إثبات أنفسهن.
"نغم سكيك" وهي مديرة مشروع (Honey yum yum)' للكعك ومعمول العيد، تضع كرات العجينة التي أعدتها من السميد والزبدة والكثير من "الحشوات" في قوالب مختلفة الأشكال لتصنع منها كعك العيد، وذلك استعداداً لتلبية طلبات زبائنها تزامناً مع قرب حلولعيد الفطر المبارك.
وقالت سكيك لمراسلة وكالة "خبر": "بالرغم من الوقت الذي يحتاجه إعداد الكعك، إلا أنّه من الأطباق الأساسية التي يفضل المواطنون في قطاع غزّة تقديمه لضيوفهم خلال فترة أعيادهم الدينية"، مُبيّنةً أنّ النساء الفلسطينيات يشعرن بالفرح أثناء إعدادهن الكعك، باعتباره من الحلويات التراثية التي توارثها الصغار عن الكبار.
وبيّنت أنّ ما يميز الكعك والمعمول الذي تُعده عن غيرها، هو حشواته المتنوعة والجديدة وعدم اقتصاره على التمر فقط، حيث يتواجد بمتجرها "كعك ومعمول بالعجوة، ومعمول بالجوز، والفستق الحلبي، والحلقوم، وخليط الحلقوم مع الفستق الحلبي، وأيضاً المعمول المغلف بالشكولاته والفستق الحلبي، وآخر بالقشطة، أما الصنف الجديد الذي تعده هذا العام هو معمول النوتيلا بالبندق".
وأشارت إلى وجود أصناف أخرى داخل متجرها إلى جانب "الكعك والمعمول"، والتي يُمكن لمواطنين تقديمها لضيوفهم خلال عيد الفطر، مثل: "البيتي فور بكافة أنواعه المُشكلة"، مُعربةً عن أملها في أنّ تنال أعمالها إعجاب زبائنها.
فكرة مشروعها
قالت: "ما دفعني للتفكير بافتتاح مشروع صناعة الحلويات والمعجنات، أنني أردت استغلال موهبتي بالرسم بطريقة أخرى تساعدني على تنميتها وتتطويرها بشكلٍ دائم، حيث بدأت برسم رسوم كرتونية جذابة على قطع الكيك ومن هنا انطلقت بمشروع إعداد الحلويات والمعجنات"، مُؤكّدةً في ذات السياق على أنّ البطالة وقلة فرص العمل في قطاع غزة هو الدافع الآخر لإقامة المشروع.
وأضافت: "في البداية عملت لمدة 6 سنوات في ترويج منتجاتي عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لبناء الثقة مع المتابعين، وبحمد الله لاقت فكرة مشروعي نجاحاً كبيراً، ما دفعني للتفكير بافتتاح متجر للحلويات والمعجنات على أرض الواقع"، مُشيرةً إلى أنّ إعجاب المتابعين بمنتجاتها هو الحافز الأساس نحو تطوير المشروع بإدخال أصناف أخرى إلى جانب الكيك في المعرض مثل "المعجنات، والسلطات، والحلويات الغربية والشرقية".
أما عن أصناف الحلويات الغربية والشرقية التي تُقدمها لزبائنها، لفتت إلى أنّها تُقدم أنواع كثيرة ومختلفة ومنها: "البفاريا، تشيز كيك، الموس، حلا الزبادي، الجاتوه، الكب كيك، كيك بوكس، وكرات كيك"، بالإضافة إلى صنف جديد نال إعجاب زبائنها ويتميز بشكله الأنيق، حيث أطلقت عليه اسم "رام بول".
حلويات لمرضى السكري
أوضحت سكيك أنّ الكثيرين من زبائنها اشتكو عدم مقدرتهم على تناول الحلويات بسبب إصابتهم بمرض السكري، ما دفعها لإعداد حلويات خاصة بهم، حيث بدأت بصناعة أصناف متنوعة لهم، مثل: "الكيك الخالي من السكر، وكيك مغلفة بالكريمة، وبسكويت مصنوع من الشوفان أو الدقيق الأسمر"، وذلك بعد استشارة طبيب تغذية مختص بالتغذية، حيث تمكنت أيضاً من صناعة حلويات خاصة بمرضى "السيلياك، والدايت".
سمات المشروع
اعتبرت أنّ ما يميز متجرها عن المتاجر الأخرى المتواجدة في قطاع غزة، هو أنّ كافة العاملين به من النساء والفتيات، بالإضافة إلى مقدرتهن على تجهيز مناسبة كاملة بكافة أصنافها وتزينيها أيضاً.
وذكرت أنّها شاركت بالعديد من المعارض، ومن بينها: "معرض شؤون المرأة، وآخر في مدرسة زهرة المدائن" وغيرهم، مُنوّهةً إلى أنّها شاركت في عدد من الدورات التدريبية، إلى جانب مشاركتها في المعارض، وأيضاً خبرتها في مجال إعداد الحلويات والمعجنات.
طموح وصعاب
عبّرت سكيك عن أملها في تطوير مشروعها من خلال إضافة أصناف جديدة، بالإضافة إلى افتتاح مركز تدريبي لتدريب الفتيات اللواتي يرغبن في تعلم صناعة الحلويات والمعجنات.
وحول الصعوبات التي واجهتها خلال فترة إنشاء المشروع، قالت: "المعاناة الأكبر هي انقطاع التيار الكهربائي، بالإضافة إلى عدم توفر بعض أنواع المواد الخام في قطاع غزّة بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض عليه"