عقد المجلس التشريعي الفلسطيني اليوم الخميس، جلسةً خاصة في مدينة غزّة، بمناسبة الذكرى "52" للنكسة واحتلال مدينة القدس، بمشاركة نواب كتلة التغيير والإصلاح التابعة لحركة حماس، وكتلة "فتح" البرلمانية برئاسة النائب محمد دحلان.
وفي كلمته الافتتاحية، أشاد النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي د. أحمد بحر، بصمود أهالي مدينة القدس في وجه الممارسات الإسرائيلية، مضيفاً: "القدس أمانة في أعناقنا جميعاً".
وفي سياق منفصل طالب بحر الدول العربية بمقاطعة مؤتمر البحرين الاقتصادي ودعم القضية الفلسطينية، داعياً في ذات الوقت السلطة إلى وقف التعاون الأمني مع الاحتلال لمواجهة "صفقة القرن".
من جهته، قال النائب عن كلتة حركة فتح البرلمانية، أشرف جمعة: "في هذا الشهر يُصادف الذكرى الثانية والخمسين لاحتلال مدينة القدس، وعلينا قبل الحديث بأي شيئ الترحم على أرواح الشهداء الذين سقطوا بالمعارك التي خاضها الشعب الفلسطيني مع الاحتلال، وأيضاً الشهداء المصريين والأردنيين والسوريين واللبنانيين".
كما ترحم على أراوح شهداء الانقسام الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس، لافتاً إلى ضرورة إتمام ملف المصالحة المجتمعية الذي انطلق قبل أعوام.
وطالب جمعة اللجنة القانونية بالعمل على سن قانون لمحاسبة كل من تسبب بأحداث الانقسام، ويسعى لعدم إتمام الوحدة الوطنية، وكل من يقوم بإجراءات ضد المصلحة العليا للشعب الفلسطيني.
من جانبه، اعتبر النائب عن حركة حماس د. محمود الزهار، أنّ "تصريحات السفير الأمريكي فريدمان جاءت دعمًا لليمين الصهيوني بسبب فشل تطبيق صفقة القرن دوليًا، وذلك لأنها تناقض القرارات الدولية الصادرة سابقًا، ولأنّ الدول لم تتعاطى مع نقل السفارة الأمريكية في القدس الشرقية، وأيضاً لأنّ بعض الدول المعنية مثل الأردن رفضت الصفقة بشكلٍ عام، بالإضافة إلى أنّ ترامب لا يعرف مردود هذا المشروع على المسلمين ويجهل دور الدين في السياسة وخاصة عندما يمس ذلك مقدسات مثل القدس الشريف والمسجد الأقصى".
وأضاف الزهار: "لا بد من مواجهة الخطط الإسرائيلية بالتعاون مع الولايات المتحدة عبر العديد من الأساليب من خلال تفعيل التجمعات الجماهيرية في القدس وبقية المقدسات، والعمل على قطع الطرق التي تربط الضفة بالمستوطنات والإعلان عن تقدير مواقف الدول الإسلامية وحثها على رفض الصفقة، والعمل على دعوة الشعوب الإسلامية للتعبير عن رأيها".
ودعا إلى ضرورة تفعيل المقاومة بكل أشكالها ضد الاحتلال الإسرائيلي، ودعوة علماء المسلمين إلى أنّ يقولوا كلمة الدين في الذين يوافقون على الصفقة.
وتابع الزهار: "ليس من المتوقع أن يتخذ ترامب المزيد من الخطوات، فقد أوقف كافة الإجراءات، ولأن الإشكاليات في الإدارة الأمريكية كبيرة بين مجموعة ترمب مثل كوشنر الذي لا يعرف شيئًا عن دور الدين وخاصة الإسلام في السياسة وبين أصحاب الخبرة مثل العاملين في الخارجية وأصحاب الدراسات الاستراتيجية".
وختم الزهار حديثه بالقول: "دور السلطة في صفقة القرن مقبول لدى العديد من الجهات حتى الآن، فهي رفضت في الظاهر ولا أحد يعلم ما يجري في الخفاء مع حلفائها والسلطة تعرف أنّ الموافقة على الصفقة سيحولها إلى روابط قرى وتعنى انتهاء الدولة التي لا زالوا يحلمون بها، وقبولهم للصفقة يعني خيانتهم لتضحيات الشعب الفلسطيني والعربي من أجل عروبة فلسطين".
فيما أوضح النائب عن كتلة حركة فتح البرلمانية، إبراهيم المصدر، أنّ تقرير لجنة القدس بشأن الذكرى الثانية والخمسين لحرب حزيران واحتلال مدينة القدس شامل ووافي، مُقترحاً اعتباره وثيقة تاريخية من وثائق المجلس التشريعي.
وختم المصدر حديثه بالقول: "سيدي الرئيس القدس ليست بقعة جغرافية أو مدينة عادية ذات شوارع وحارات وأبنية، بل تاريخ الرسالات السماوية والحضارة الإنسانية وحاضرة أمة وشعب، ومن يفرط بها يسهل عليه التفريط بأي شيئ".