كشف عضو المجلس الثوري لحركة فتح، د. عبد الله عبد الله، أنّ حركته تلقت رسالة عبر عضوي لجنتها المركزية عزام الأحمد وروحي فتوح بعد زيارتهما القاهرة، مفادها أنّ تقدماً كبيراً طرأ على موقف حركة حماس بشأن ملف المصالحة.
وأوضح عبد الله في حوار خاص بوكالة "خبر" أنّ حركته تنتظر موقف رسمي من حركة حماس، داعياً في ذات الوقت حماس إلى الالتزام بمنظمة التحرير كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، والتراجع عن التشكيك بها مثل ما حدث في حوار موسكو قبل عدة شهور.
وأكّد على ضرورة بدء تطبيق اتفاق المصالحة الموقع في القاهرة عام 2017 من النقطة التي توقف عندها في آذار 2018، مضيفاً: "نحن في حركة فتح مستعدين تماماً لذلك".
واعتبر عبد الله أنّ الموقف الفلسطيني الموحد في مواجهة "صفقة القرن" و"ورشة البحرين" مشرف وله مردود إيجابي في رفع معنويات شعبنا، مُشدّداً في ذات السياق على ضرورة التزام حماس بالقضايا الوطنية الأساسية التي لا خلاف عليها.
وتابع:"يوجد مشاكل وتفاصيل ثانوية لكنّها قابلة للحل، ونحن في فتح غير معنيين بأي خلاف مع حماس بل بالعكس نُريد أنّ تعود الثقة، لأنّ توفرها لن يدع مجالاً لأن يخدع طرف الآخر، أو يخلق أعذار لتبرير عدم التزامه بتنفيذ اتفاق المصالحة".
وأشار عبد الله إلى أنّ العلاقة الفلسطينية المصرية تعود إلى ما قبل نشوء القضية الفلسطينية، مُشدّداً على أنّ مصر تدعم وتساند الفلسطينيين وتتبنى قضيتهم، مُعلناً ترحيب حركته بالجولة التي يعتزم وفد المخابرات المصرية تنفيذها لرام الله وغزّة.
وفيما يلي نص الحوار كاملاً:
س: هل يوجد تقدم في ملف المصالحة أو تطورات إيجابية بموقف حركة حماس؟
عبد الله: وصلت رسالة لوفد حركة فتح ممثل بالأخ عزام الأحمد وروحي فتوح الذي كان متواجداً بالقاهرة الأسبوع الماضي، وبالفعل يوجد تقدم إيجابي على موقف حركة حماس، ونأمل أنّ يكون ذلك حقيقياً، لكنّ بصراحة لحين أنّ نسمع الموقف الحقيقي من حماس لأنّه لا يمكننا أنّ نبني مواقفنا على رسائل.
س: ما هو المطلوب من حركة حماس وفق رؤية حركة فتح بشأن ملف المصالحة؟
عبد الله: ننتظر من حركة حماس؛ أولاً الالتزام بمنظمة التحرير ممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني والتراجع عن الموقف الذي حصل في مؤتمر موسكو قبل أربعة شهور، والذي كان غير مريحاً حيث اعترضوا على شرعية المنظمة، ثانياً لا نريد اتفاقات جديدة ولا نحتاج لحوار جديد، يوجد هناك اتفاق 12 اكتوبر 2017 الذي وضع آليات تنفيذ اتفاق 2012 وموعد بدء التنفيذ؛ حيث وافقت عليه حركتي فتح وحماس بالبداية ومن ثم وافقت في نوفبر 2017 عليه كافة الفصائل الفلسطينية، وبناءً على ذلك تم البدء في التنفيذ لكنّ وقعت حادثة انفجار موكب رئيس الوزراء السابق رامي الحمد لله، ومسؤول المخابرات ماجد فرج وتوقفت المباحثات، ونظرًا للأخطار التي تواجه قضيتنا الوطنية وافقنا على تجاوز كافة القضايا الثانوية والتركيز على القضية الأساسية المتمثلة بالخطر الوجودي لقضيتنا الوطنية والذي يستهدف الكل الفلسطيني ولا يستثني أحداً، لذلك إذا كانت حماس تمتلك الاستعداد والإرادة لمتابعة تنفيذ اتفاق 2017 من النقطة التي توقف عندها في آذار 2018 نحن في حركة فتح مستعدين تماماً لذلك.
س: بعيداً عن حادثة الانفجار، هل ترون إرادة حقيقية من حركة حماس لتنفيذ اتفاق المصالحة؟
عبد الله: في كل مرة يكون فيها تقدم تضع لنا حركة حماس عراقيل جديدة، لذلك لم نعد نعلم ما هو موقفهم الحقيقي ونحن لا نريد كلام بل نريد أفعال حقيقة على الأرض.
س: بماذا تريدون أن تلتزم حماس بالتحديد؟
عبد الله: أصبحنا نمتلك موقف مشرف في مواجهة صفقة القرن وورشة البحرين، وكان له مردود إيجابي في رفع معنويات شعبنا الفلسطيني، أيضاً صرحت الإدارة الأمريكية أنّ موقف السلطة الفلسطينية وحركة فتح أفشل صفقة القرن، لذلك نريدهم أنّ يلتزموا أكثر في القضايا الوطنية الأساسية التي لا نختلف عليها، وبالتأكيد يبقى هناك مشاكل وتفاصيل ثانوية لكنها قابلة للحل، ونحن في فتح غير معنيين أنّ يكون بيننا مشاكل بالعكس نريد أنّ تعود الثقة، حيث إذا توفرت الثقة فلن يكون هناك مجال لأن يخدع أحد الآخر أو يخلق أعذار لتبرير عدم التزامه بتنفيذ اتفاق المصالحة.
س: على صعيد المواقف المُعلنة من حركة حماس تجاه رفضها لصفقة القرن وورشة البحرين، هل يُمكن أن تبنون على هذه المواقف؟
عبد الله: نأمل ذلك، وبناء على هذه المواقف نحن رحبنا بالرسالة المصرية وننتظر هذا الأسبوع قدوم وفد مصري إلى رام الله.
س: هل هذه الجولة الجديدة ستشهد تفاهمات وآليات جديدة، أم سيتم البدء من حيث انتهت الجولات السابقة؟
عبد الله: لن نبدأ من الصفر، حيث كما أوردت سابقاً بأنه تم الموافقة من كافة الفصائل على اتفاق 2017، لذلك سنبني كافة الجولات على هذا الاتفاق، ونأمل أن يعودوا إلى صوابهم ويستشعروا الخطر وأنّ نُولي المصلحة العليا فوق كافة الاعتبارات الضيقة، ويمكن أنّ نحقق ذلك بحسن النوايا والإرادة السياسية الحقيقة.
س: هل ما زالت ترفض حركة فتح أن تلتقي مع حركة حماس؟
عبد الله: رفضنا لقاء حركة حماس كان ردة فعل من جانبا على حادثة تفجير موكب رئيس الوزراء، والتي اختلقوا لها قصص بأنّ ماجد فرج هو المسؤول عن هذه الحادثة، وأيضاً على موقفهم في مؤتمر موسكو حين رفضوا الاعتراف بشرعية المنظمة، وكنا ننتظر منهم موقف وحدوي حتى نسنتطيع أن نُساعدهم في الساحة الدولية.
س: كيف ترون الدور المصري وتقاربهم مع حركة حماس في الآونة الأخيرة؟
عبد الله: العلاقة الفلسطينية المصرية تعود إلى ما قبل نشوء القضية الفلسطينية، وتاريخياً وقومياً وجغرافياً وأمنياً نحن مرتبطين بمصر، والأشقاء المصريين منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية وهم يدعمون ويساندون الفلسطينيين ويتبنون قضيتنا، لذلك لا يوجد لدينا أي شك في نواياهم، لكن أحياناً المصالح السياسية تلعب دورها، كما نأمل أن لا يتم زجّ وفاة الرئيس السابق محمد مرسي بشكل سلبي تجاه قطاع غزة.