جابت شوارع مدينة غزّة اليوم الأربعاء، مسيرات شعبية شارك بها قيادات الفصائل الفلسطينية، تأكيداً على رفض مؤتمر "البحرين" المنعقد في العاصمة المنامة منذ يوم أمس، وتجديد التأكيد على رفض أي فرصة لتمرير "صفقة القرن" الأمريكية.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس فتحي حماد: إنّ "الشعب الفلسطيني موحد تحت راية المقاومة ورفض المشروعات الأمريكية، التي تهدف إلى إنهاء القضية الفلسطينية"، مُؤكّداً على مركزية القضية الفلسطينية وأهميتها بالنسبة للعالم أجمع.
وأضاف حماد خلال حديثه لمراسل وكالة "خبر": "تناسينا خلافتنا ووضعناها جانباً، وسيتم البناء على هذا الأمر مواقف كثيرة في مواجهة الصفقة الأمريكية"، مُطالباً بعض الدول العربية بعدم التحدث باسم الشعب الفلسطيني.
من جهته، أكّد القيادي بحركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل، على أنّ ورشة "البحرين" ولدت ميتة، لأنّ الشعب الفلسطيني بكافة فئاته وأطيافه لن يعترف بأي من مخرجاتها، مُشيراً إلى أنّ شعبنا لن يتنازل عن شبر واحد من أرض تحت أي ظرف كان.
وتابع المدلل في حديث خاص بوكالة "خبر": "مسيرات العودة وكسر الحصار مستمرة، ونضالنا ومقاومتنا مستمرة حتى تحقيق حرية شعبنا الفلسطيني".
من جانبه، أوضح عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية، ماهر مزهر، أنّ مسيرات اليوم جزءًا من الرد على ورشة البحرين، لافتاً إلى أنّ نضال الشعب الفلسطيني مستمر، وهو على موعد مع مسيرات العودة يوم الجمعة القادم بعنوان "يسقط مؤتمر البحرين".
وأردف مزهر لـ"خبر": أنّ "شعبنا الفلسطيني نضاله مستمر منذ 71 عاماً، وواجه على مدار سنوات كفاحه المؤمرات وعمليات التدمير، لكنّه لم يركع ولم يرفع الراية البيضاء".
فيما بيّن القيادي بحركة حماس مشير المصري، أنّ "الشعب الفلسطيني أكّد بوحدة موقفه على أنّ ورشة البحرين لا تمثله، لأنّه يُعبر عن إرادته الحرة بالإجماع على رفض صفقة القرن ومؤتمر البحرين".
وقال المصري لمراسل "خبر": إنّ "السطو الأمريكي والصهيوني مهما بلغ، لا يمكن السماح له بانتزاع حقوق الشعب الفلسطيني وثوابته، وأنّ كل أموال العالم لا يُمكن مقايضتها بشبرٍ واحد من أرض فلسطين".
كما شدّد عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، طلال أبو ظريفة، على أنّ مسيرات اليوم هي تعبير عن حالة السخط والغضب من مشاركة الأمم المتحدة بورشة البحرين، الأمر الذي يُعد انحيازاً للاحتلال وتغطية جرائمه التي تُمارس بحق الشعب الفلسطيني.
وأوضح أبو ظريفة خلال حديثه لـ"خبر" أنّ مشاركة الأمم المتحدة بمثابة تنكر لقرارات الشرعية الدولية التي تُعتبر هي إحدى المؤسسات المقرة بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
وأطلق مستشار الرئيس الأمريكي، جاريد كوشنر، في الكلمة الافتتاحية للمؤتمر سيلًا من الوعود للفلسطينيين والمنطقة بشأن المستقبل والتنمية والازدهار، في حين أنّه أغفل تماماً حقوق الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها الفلسطينين، خاصة إقامة دولة كاملة السيادة، عاصمتها مدينة القدس المحتلة، وعودة ملايين اللاجئين.
يُذكر أنّ القيادة الفلسطينة والفصائل ورجال الأعمال الفلسطينيين قاطعوا مؤتمر "المنامة"، باعتباره إحدى أدوات الإدارة الأمريكية لتطبيق خطة "ترامب" للسلام في الشرق الأوسط.