وجه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، اليوم الأربعاء، طلباً إلى دول الاتحاد الأوروبي ودول العالم بضرورة استثمار الفرصة في تحويل دعمها السياسي لحل الدولتين لواقع عملي.
وبيّن عريقات خلال لقاءات دبلوماسية منفصلة مع ممثلي دول الاتحاد الأوروبي وممثلي العالم اليوم الثلاثاء، في مقر دائرة شؤون المفاوضات بمدينة رام الله، أن ذلك يأتي من خلال الاعتراف بدولة فلسطين على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفرض العقوبات على "إسرائيل"، وحظر منتجات المستوطنات، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد الشركات المتواطئة مع مشروع الاستيطان الاستعماري، وإطلاق قاعدة البيانات التابعة للأمم المتحدة، وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2334 في جميع التعاملات مع إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، من أجل منع تربحها من احتلالها.
وقال أمين سر اللجنة التنفيذية: "طالبنا الجميع بالتدخل المباشر لوقف كل إجراءات وممارسات الاحتلال، كذلك طالبنا كل هذه الدول بأن تصدر بيانات رسمية وترسلها لأميركا بأن موقفها لا يعني تغيير الموقف الرسمي".
وأشار عريقات إلى أنه اجتمع مع المبعوثة الأوروبية لعملية السلام سوزان ترتسل، والمبعوث الياباني لعملية السلام في الشرق الاوسط ماساهارو كونو، ووجه رسالتين هامتين إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد ابو الغيط، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف بن أحمد العثيمين.
وأكد خلال لقاءاته ضرورة خلق حقائق سياسية على الصعيد الدولي والبدء الفوري بمساءلة الاحتلال ومحاسبته على خروقاته المنافية لقواعد القانون الدولي، وفي مقدمتها المشروع الاستيطاني والمستوطنون، واعتقال المسؤولين الفلسطينيين في المدينة، وهدم المنازل وتشريد سكانها قسراً، وسرقة الأرض وفرض المزيد من القيود في وجههم في أكبر عملية تطهير عرقي يواجهها المقدسيون من أجل تهويد المدينة وإفراغها من سكانها الأصليين.
وشدد على ضرورة مراجعة الاتفاقات الحالية مع الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل لضمان عدم انتهاكها لبنودها بما في ذلك احترام حقوق الإنسان.
وأطلع عريقات المسؤولين الدوليين على مجمل الأوضاع السياسية في فلسطين والمنطقة، ووضعهم في صورة الانتهاكات الإسرائيلية والوقائع التي تفرضها قوة الاحتلال على أرض فلسطين وبخاصة القدس المحتلة.
وأضاف: إن "القدس في خطر شديد كنتيجة لقرارات إدارة ترمب وعجز المجتمع الدولي عن محاسبة الاحتلال، حيث تنسق حكومة الاحتلال مع بلديتها غير القانونية ومستوطنيها الإرهابيين ممارساتها غير القانونية والوحشية من اقتحامات متكررة ومنظمة للمسجد الأقصى المبارك بحماية جيش الاحتلال، واجتياح القرى وإرهاب مواطنيها، كما حصل مؤخراً بقرية العيسوية، والإعلان عن 2000 وحدة استيطانية، ووضع الخطط لتشييد تلفريك لإيهام العالم بأن القدس الشرقية تخضع للسيادة الإسرائيلية وأنها جزء من القدس الموحدة".
وأدان عريقات افتتاح المشروع الجديد لصالح المستوطنين في القدس المحتلة، والذي دشنه مجموعة من المستوطنين بمن فيهم فريدمان وغرينبلات وعدد من المسؤولين الإسرائيليين، معتبرًا ذلك شراكة رسمية في ارتكاب جريمة حرب وفقا للقانون الدولي. وندد بهذا السلوك الاستفزازي.
يذكر أنه تم تسليم وثائق وخرائط أعدتها اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس تتعلق بملف عقارات البطركية الأرثوذكسية في باب الخليل في حارة النصارى، وعلى المدخل الرئيسي لكل الكنائس باتجاه كنيسة القيامة، والتي طالب فيها رؤساء الكنائس في القدس، الدول بالحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في المدينة المقدسة، وحماية ما تبقى من الوجود المسيحي في البلدة القديمة للحفاظ على فسيفسائها.
وحذر عريقات من خطورة سيطرة الحركات الاستيطانية على مباني الكنيسة التاريخية، وطالب العالم المسيحي بتوفير الحماية الدولية للوجود المسيحي في المدينة المقدسة.
وتطرق في حديثه إلى الورشة الأميركية في المنامة، قائلا: إن "صيغة تقديم الحل الاقتصادي على الحل السياسي هي صيغة فاشلة، وإن السيادة الفلسطينية على أرضها ومواردها ومعابرها وحدودها وإنهاء الاحتلال هي السبيل الوحيد للازدهار".