قال رئيس الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار، وعضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، خالد البطش، إنّه "لا يوجد عرض حقيقي لرفع الحصار عن قطاع غزة".
وأضاف البطش في تصريحات لإذاعة القدس: أن "الموجود جهد مصري بدافع دولي، والسبب انزعاج المستوطنين في غلاف غزة من فعاليات مسيرات العودة، مشدداً على أنه لولا مسيرات العودة لما توسط أحد لتخفيف الحصار وفرض إرادة المقاومة على الإسرائيلي".
وبيّن البطش، أن الاحتلال يريد تحويل إجراءات كسر الحصار إلى تفاهمات أمنية وهذا ما نرفضه جملة وتفصيلًا، معتبراً أن أدوات مسيرات العودة إبداعات أجبرت الاحتلال على تخفيف حدة الحصار.
وأكد على أنه :حتى لو كسر الحصار عن غزة فإن مسيرات العودة مستمرة لأن هدفها الحفاظ على حق العودة لفلسطين جوهر قضيتنا العادلة"، مضيفاً أنه "إذا ابتعدنا عن المقاومة وحقوقنا في العودة لأرضنا ورضينا ب صفقة القرن فالاحتلال سيبادر مباشرة لرفع الحصار وتسهيل الحياة بغزة".
وقال البطش:"هناك مخاطر حقيقية استراتيجية على القضية الفلسطينية استوجبت الخروج بمسيرات العودة للوقوف بوجه المخطط الأمريكي والتطبيع الصهيوعربي".
وأكمل: "استبقنا بمسيرات العودة خطوات تصفية القضية الفلسطينية عبر صفقة القرن واستمرار التطبيع مع الاحتلال"، مؤكداً أننا "خرجنا لنفشل مشروع تصفية القضية الفلسطينية وكسر الحصار الذي استمر 12 عاما ولم يلتفت للفلسطينيين أحد".
و أشار البطش الى أن الموقف الوطني بجميع أطيافه يتمسك بمشروع مسيرات العودة لأنه أعاد إحياء الوعي للجيل الفلسطيني وتوثيق تمسكه بحقوقه في العودة لوطنه، مضيفاً: "لقد شكلنا حاضنة شعبية كفاحية وسلمية بجانب المقاومة المسلحة التي تقودها غرفة العمليات المشتركة في صورة متكاملة".
وشدد البطش على أن صمود الفلسطيني مستهدف في كل مكان، في وقت ترفع فيه الأعلام الاسرائيلية في بعض العواصم العربية التي تملك جيوش كبيرة.
وفي سياق حديثه، أكد البطش على أن العرب بلا خجل باتوا يعتبرون القضية الفلسطينية عبئًا ثقيلًا وبدأوا بالتماشي مع صفقة القرن، مشيراً الى أن أطرافاً دولية عديدة تحاول الالتفاف على حقوق الشعب الفلسطيني وسلب حقه في العودة لأرضه.
ونوه الى أن الأمريكي يحاول تحويل وكالة غوث اللاجئين الأونروا لمفوضية لاجئين دولية لتمييع حق العودة، لافتاً الى أن التمسك بعودتنا لفلسطين سيشعل الأرض ويمنع تمزيق الحق الفلسطيني، وعلينا حماية اللاجئين من الإهانة.
وأكد على استمرار المسيرات هو الرسالة الأخطر على "إسرائيل" والأقوى في مواجهة صفقة القرن والأكثر إيلام في مقاومة التطبيع.
ورفض البطش الربط بين التهدئة ومسيرات العودة، مؤكداً على التزام فصائل المقاومة بالتهدئة ما التزم الاحتلال بها، ولن نلتزم بالهدوء 100% لأن الاشتباك يجب أن يكون حي.
واستدرك قائلاً: "لا يستطيع أحد أن يطرح سلاح المقاومة للنقاش، وسلاحنا بيدنا لا ولن نساوم عليه، لأن قبولنا بهذا المبدأ يعني ضياع فلسطين".
وقال: إن بعض "المنبطحين" العرب يهرول لإقامة علاقة علنية مع الاحتلال، للتخلص من هم اسمه القضية الفلسطينية، وهذا مبتغى مؤتمر البحرين، مشيراً الى أن مليارات العرب تدفع رشوة للفلسطينيين، ونحن لن نقبل بأي وطن غير فلسطين، ومن يدفع فلوسه ستذهب عليه، وفق قوله.
ودعا البطش للسماح للجماهير الفلسطينية في الضفة الغربية التحرك للتصدي لصفقة القرن.، مطالباً الرئيس أبو مازن لإنجاز المصالحة وعقد اجتماع للأمناء العامين في القاهرة لوضع استراتيجية مواجهة صفقة القرن.
وتطرق البطش في سياق حديثه، إلى إجراءات الاحتلال العدوانية التي كان اخرها هدم عشرات المنازل بالقدس المحتلة قائلاً: "إنّ المحتل يحاول تجسيد سياسته في القدس بهدم عشرات البيوت يوميًا، وهذا يتطلب التحرك العاجل في القدس والضفة للجم المستوطنين".
وقال: "ليست هناك طريقة لوقف العدوان في القدس المحتلة إلّا الميدان وتحرك الجماهير".
وبشأن ملف اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، أكد على أن الوضع في لبنان حساس، واستهداف اللاجئين هناك أمر خطير لأنهم العمود الفقري في الحفاظ على حق العودة.
وشدد على أن لاجئي لبنان هم الشوكة الأخطر في حلق الاحتلال الإسرائيلي، مشددا على ضرورة أن يعطى الفلسطيني في لبنان حق الحياة الكريمة باعتباره ضيف العودة، واستبدال أرضنا بأي منطقة في العالم غير مقبول.
وتابع: "نحن ضحية فشل الجيوش العربية في حمايتنا من الخروج قسرًا من أرضنا، ولا يجوز السماح لأي طرف بجرنا إلى مواجهات هنا أو هناك، وندعو للحفاظ على علاقة متينة مع مكونات الطيف اللبناني".