تهدئة أم مواجهة عسكرية ! أين وصلت الأمور بين حماس وإسرائيل !!

الاحتلال
حجم الخط

لا تزال فرص فرض اتفاق تهدئة بين حركة حماس واسرائيل قائمة إلا أن خيار المواجهة العسكرية لم يسقط من حسابات قادة اسرائيل، وهو ما لوحظ مؤخراً في أكثر من تصريح للمسؤولين الاسرائيليين حول تقييمهم للأوضاع بغزة والتحذيرات المستمرة من ازدياد قدرات المقاومة الفلسطينية وحالة الاحباط واليأس التي تسود الوسط الغزي بعد عام على انتهاء الحرب الأخيرة دون تقدم يذكر في أكثر من ملف ومن أبرزها الاعمار.

فرصة اندلاع حرب رابعة على قطاع غزة لخصها تقرير لمنظمة مجموعة الأزمات الدولية والذي صدر أمس الاربعاء وأشار فيه إلى أن فرص نشوب حرب جديدة بين اسرائيل وحماس لا تزال أكبر من امكانية تحقيق وقف اطلاق النار.

ويسلط التقرير الضوء على أن أياً من الطرفين في الوقت الراهن ليس مهتماً في الحرب، ولكن الأسباب التي أدت لاندلاعها العام الماضي لا تزال موجودة ، مشيراً إلى أن استمرار الحصار وتراجع الوضع الاقتصادي والمالي والخلافات القائمة بين (حماس وفتح) على الأزمات التي يشهدها القطاع.

ونفى مصدر مسؤول في مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الأنباء التي بثت في وسائل الاعلام العربية مؤخرا حول وجود مفاوضات لوقف اطلاق النار والتهدئة طويلة الأمد مع حركة (حماس).

وقال المصدر الدبلوماسي المسئول في مكتب نتنياهو لموقع "واللا العبري" :" لم تجري أي مفاوضات بين إسرائيل وحماس بشأن وقف إطلاق النار وهدنة طويلة الأمد ".

وأضاف :"ليس هناك مفاوضات من خلال تركيا ولا من خلال قطر، ولا من خلال توني بلير أو أحد غيره".

بدوره قال الجنرال الإسرائيلي عاموس جلعاد ، المسؤول عن ملف مفاوضات التهدئة في السنوات السابقة، قائلا: "إنّ اسرائيل لا تجري أي مفاوضات مع حركة حماس بشأن التهدئة سواء أمنيًا أو سياسيًا".

وأضاف جلعاد: "إنّ حركة حماس تحاول إظهار نفسها بـ"المنتصر" وإنشاء شعور بأنها صاحبة اليد العليا على إسرائيل من خلال تصريحات يطلقها قادتها عن مفاوضات مزعومة حاول البعض طرحها علينا ولكننا رفضناها".

وتابع في تصريحات للقناة العاشرة الاسرائيلية، "هناك وقف إطلاق نار ثابت في غزة وموجود بالفعل، لكنه على أساس قوة الردع الإسرائيلية فقط التي تم إيجادها وخلقها في أعقاب عملية الجرف الصامد".

من جهته رأى وزير الجيش الاسرائيلي موشيه يعالون أن "الأثمان التي تطلبها حركة حماس لقاء تهدئة طويلة الأمد في قطاع غزة غير مقبولة ولا يمكن الموافقة عليها".

وأكد يعالون في حديث للقناة العاشرة الاسرائيلية أن "الجيش الاسرائيلي لا يقف مكتوف الأيدي أمام استمرار حماس في بناء أنفاقها الهجومية"، منبها إلى "قيام الجيش بجهود استخباراتية وأخرى عملياتية رافضاَ الدخول في التفاصيل".

وأضاف: "فعلياً هناك وقف إطلاق نار ساري منذ عام، لكنني أرى الأمور كمكائد أعدت لتخدم مصالح مختلفة لحماس وجهات أخرى، ولكن الأثمان التي يطلبونها مقابلة التسوية غير مقبولة حسب وجهة نظري، ولا يوجد ما يمكن التحاور عليه".

وحول تخوف مستوطني الغلاف من خطورة الأنفاق، أشار يعلون إلى أن "عليهم أن يعلموا بوجود الجيش إلى جانبهم وانه في حال خرج أحدهم من فتحة النفق فسيجد الجيش هناك"، مؤكدا رفضه لـ"تسوية سياسية تضمن حل الدولتين، فالواقع لا يدعم هذا الحل".

وبموازاة تصريحات يعالون قال الجيش الاسرائيلي الأسبوع الماضي أنه يسارع للاستعداد لمواجهة المخاطر القادمة من قطاع غزة ، حيث يحاول تطوير فاصل ذكي على حدود مستوطنات غلاف غزة، كنوع من العبر المستخلصة من الحرب وبهدف تهدئة نفسية سكان الكيبوتسات.

وأشارت صحيفة يديعوت احرونوت إلى أن الجيش اختبر التطوير الجديد عبر مناورة على سياج مستوطنات غلاف غزة بما يحاكي تسلل مجموعات مسلحة كجزء من العبر المستخلصة من الحرب الأخيرة على قطاع غزة.

ولفتت الصحيفة إلى أن المناورة جرت عبر صعود رجلين السياج الجديد الذي يوصف بأنه ذكي، وعليه وصلت اشارة سريعة بصعود الاثنين، موضحةً أن قوة من الجيش وصلت بسرعة لمكان تسلل الشخصين المفترضين وسيطرت على الموقف ومنعتهم من التقدم تجاه الكيبوتسات.

وفي ذات السياق قالت مصادر اسرائيلية ان الجيش الاسرائيلي يختبر تقنيات جديدة من اجل استكشاف الانفاق على الحدود مع غزة.

وأشارت المصادر الامنية لصحيفة جيروساليم بوست ان اسرائيل اختبرت حوالي 6 تقنيات لكشف الحركة تحت الارض واثرها على التربة باستخدام انفاق مزيفة في قاعدة عسكرية في جنوب اسرائيل.

وتعتبر وزارة الجيش الاسرائيلية ايجاد نظام مضاد للأنفاق "اولوية عليا"، حيث اضاف المصدر ان النظام يعمل ولكن "لم يكتمل 100% بعد".

وفي أحدث التصريحات الاسرائيلية شرع الجيش الاسرائيلي في تحديد المخاطر القادمة والمتوقعة من قطاع غزة حيث نقل تقرير لصحيفة "معاريف" عن مصادر أمنيّة رفيعة المستوى في تل أبيب، تأكيدها أنّ صواريخ الكورنيت المضادّة للدبابات تمثل أكبر تهديد لقوات الجيش الإسرائيلي التي تحاول الدخول إلى قطاع غزة.

وأشارت المصادر عينها إلى أنّ أحد الصواريخ المضادة للدبابات من نوع كورنيت أطلق في الرابع عشر من شهر تموز (يوليو) الماضي على دبابة للجيش ممّا أدى لإصابة ثلاثة جنود أحدهم بحالة الخطر عندما تقدمت عبر الحدود الشمالية لقطاع غزة.

ونقلت الصحيفة عن ضابط في الجيش الإسرائيليّ قوله إنّ هناك العديد من الاشتباكات بين الجيش والمقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة مؤكدًا على أنّ الإصابات في صفوف الجيش سببها صواريخ الكورنيت الموجهة.

ولفت الضابط إلى أن الجيش يعتبر الكورنيت أكبر تهديد مقارنة بالصواريخ المضادة للدبابات الأخرى التي تمتلكها المقاومة الفلسطينية في غزة.
وزعم أن هذه الصواريخ المضادة للدبابات وصلت لحماس من سوريّا قبل عدة سنوات وبكميات ليست قليلة.