في مثل هذا الوقت من كل عام هجري يتوجه معظم حجاج بيت الله الحرام إلى المدينة المنورة لزيارة المسجد النبوي وقبر النبي عليه السلام، قبل أن ينتقلوا إلى مكة المكرمة لأداء مناسكهم.
ويمضي الحجاج أيامهم في المدينة النبوية، بين أركان الروضة النبوية، حيث منبر النبي ومحرابه، والتي تضم القبر الشريف الذي تميزه القبة الخضراء من الخارج ومئذنتها العتيقة.
وبفضول كبير يتساءل كثير من الحجاج عن أسرار القبة التي مضى على بنائها نحو 8 قرون، لشفاء فضولهم عن قبر النبي وصاحبيه أبي بكر وعمر، بعد أن راجت صور كثيرة في السنوات السابقة، زعم مروجوها أنها التقطت للقبر في فترة تاريخية سابقة، وهي الحقيقة التي ينفيها الواقع المعروف عن القبر الذي لم تطأ داخله قدم إنسان منذ عدة قرون.
وعرفت القبة الخضراء أو القبة الفيحاء، قديما بالزرقاء والبيضاء منذ بنيت في أيام الملك قلاوون الصالحي في القرن السابع الهجري، وكانت مربعة من أسفلها مثمنة من أعلاها، إلى أن جددت في عهد السلطان حسن بن محمد بن قلاوون، وعدلت في القرن الثامن الهجري في عهد السلطان شعبان بن حسن بن محمد، ثم في عهد السلطان قايتباي في القرن التاسع الهجري.
وتقلبت إصلاحات القبة وتطوير بنائها في عهد المماليك، والسلاطين العثمانيين حتى القرن الثالث عشر الهجري، حين صدر أمر السلطان عبد الحميد الثاني بصبغها باللون الأخضر بدلا من الأزرق.
ومنذ تأسيس الدولة السعودية، وجدت القبة الخضراء اهتماما بالغا في كل مراحل توسعة الحرم النبوي الشريف، حيث درجت الدولة على إصدار أوامر بإصلاحها وصيانتها من شتى العوامل التي تتعرض لها.
وروى مؤرخون عدة قصص عن القبة الشريفة، منها قصة الشباك الذي في القبة، والموازي لشباك آخر في القبة الداخلية، ويقع فوق قبر النبي، فكان خدم الحرم النبوي يفتحونه يوم صلاة الاستسقاء أيام القحط، أسوة بما كان الصحابة قد درجوا عليه حين كانوا يفتحون فتحة إلى السماء حتى لا يكون بين القبر والسماء سقف.