بقلم: اسحق هرتسوغ
هذه هي المرة الثانية التي أجلس فيها لكتابة رد على جدعون ليفي. يقولون لي: لماذا؟ أعتقد أن هذا جدال يجب على معسكرنا خوضه من اجل وضع الحدود من جديد. ومن هو خارجها مثل جدعون ليفي، ينتمي عمليا الى المعسكر المقابل. حتى اذا لم يعترف ليفي، فانه لا يوجد فرق كبير بينه وبين اوري اريئيل.
يعرف ليفي الكتابة جيدا («من صحافي عالق الى سياسي يقتحم الطريق»، «هآرتس»، 23/8)؛ يقترح ليفي في مقاله تسليط الضوء على المشروع الصهيوني. وحسب مقال الرد على مقالي «الشخص العالق في التسعينيات»، «هآرتس» 21/8، يبدو أنه لا يؤمن بقرار تقسيم الامم المتحدة وقرار 242 أو 338، ولا بوثيقة الاستقلال ولا بالخط الاخضر. ليفي يؤمن بالدولة الواحدة بين النهر والبحر، دولة فيها اغلبية عربية كباقي الدول المحيطة بنا.
لا يريد القاءنا في البحر، بل يريد أن يتم ابتلاع الاقلية اليهودية بين النهر والبحر من قبل أغلبية عربية، وأن نطفئ الضوء على الدولة بعد 67 سنة.
يقول ليفي إنه بخلافي، فقد غير مواقفه مرات عديدة خلال حياته، بعد انطلاقه مع خيار الخيار، ومر عن الخيار الاردني وأيد «اوسلو» والدولتين، وتوقف في المحطة النهائية: كفى للاحتلال. دولة واحدة بين النهر والبحر. وصوت واحد للجميع في صناديق الاقتراع. صوت لاسماعيل هنية وصوت لجدعون ليفي، والأفضل سينتصر، أو الاغلبية.
واذا قرر «داعش» خوض الانتخابات في اسراطين؟ ماذا، اذاً؟ صوت واحد للجميع؟ لم لا؟ اذا كانت ديمقراطية – فلتكن حتى النهاية.
هذه ليست فكرة لامعة أو حلما يوقظ الخيال. هذا حلم اليمين المسيحاني واسماعيل هنية. في تاريخنا القومي كان هناك دائما مسيحانيون، وفي مواجهتهم دائما كان البراغماتيون الذين عرفوا التوصل الى حلول عملية. هذا بالضبط ما أحاول فعله الآن. لهذا ألتزم وأسعى بجرأة. نعم بجرأة – حتى أمام العقبات والتهديدات الكبيرة.
لا يجب على ليفي أن يسجل في «البيت اليهودي». ويمكنه أن يتجاوز بسهولة محطة الحزب برئاسة نفتالي بينيت والهبوط مباشرة في حزب تكوماه لاوري اريئيل. أريئيل ايضا يسعى الى الشيء ذاته؛ دولة واحدة بين النهر والبحر وصوت واحد للجميع، والافضل سينتصر.
ومن اجل أن يشكل المعسكر الكبير، الذي أقف على رأسه، بديلا، يجب اقتراح الأمل والأمن لدولة اليهود وللشعب الفلسطيني. الأمن والأمن، والاتفاق، حتى لو تأخر، فانه سيأتي، لأنه ليس لنا مستقبل آخر. وتوجد الآن فرصة اقليمية وفرصة أمام الفلسطينيين، نافذة للاتفاق محظور تفويتها، ليس فقط مفاوضات ولا عملية سياسية، بل اتفاق حقيقي يعود بالأمن على مواطني اسرائيل.
من اجل ذلك يجب تجنيد القوى النفسية لشعبنا، والتوصل الى حسم مؤلم، يحافظ على مستقبلنا في دولة الشعب اليهودي وعدم الانجرار وراء اليأس.
إن ما يقترحه ليفي ليس أملا. قأي اسرائيلي عاقل سيختار العيش في دولة فيها اغلبية عربية؟ لذلك فان ما يسوقه ليفي هو الخوف. ولكن من اجل الخوف لا نحتاج الى ليفي، لأنه يوجد لنا «سيد خوف» اسمه بنيامين نتنياهو.
عن «هآرتس»a