كشف الجنرال الإسرائيلي تال ليف رام، عن هدف العدوان المحتمل لجيش الاحتلال على قطاع غزة ، مشيراً إلى أن الخطة القتالية القادمة للجيش ستكون استهدافاً مباشراً وقاسياً لحركة حماس دون احتلال قطاع غزة.
وبيّن الجنرال في مقال له بصحيفة "معاريف" العبرية، أن التخطيط العملياتي الذي بدأ به الجيش الإسرائيلي للحرب القادمة يسعى لتفعيل كثافة نارية غير مسبوقة، وإيصال قوات برية إسرائيلية إلى حدود القطاع في مراحل القتال الأولى، لكن التحدي القادم الذي سيواجهه يتعلق بالطائرات المسيرة بدون طيار التي تحوزها حماس.
وقال: إنّ "انتهاء مناورة الفصول الأربعة التي نفذتها فرقة غزة لمدة أربعة أيام تشير إلى سلم الأولويات الجديد الذي يسعى رئيس هيئة أركان الجيش أفيف كوخافي لتحديده أمام المؤسسة العسكرية في الفترة القادمة، من أجل تحسين جاهزية الجيش، ومواءمة الخطط العملياتية مع إمكانية تنفيذ مواجهة عسكرية ميدانية على الأرض في قطاع غزة".
وشدد على أن "الجيش بانتظار المصادقة على خططه القتالية من المستوى السياسي، وهي تهدف إلى المس بصورة جوهرية بقدرات حركة حماس، وتكمن الفرضية الأساسية للجيش في أن أي عملية قادمة ضد حماس في غزة، كبيرة أو صغيرة، ستتركز في جباية ثمن باهظ منها، سواء في بناها التحتية العسكرية، أو أعداد مقاتليها".
ولفت إلى أن "الجيش الإسرائيلي يستعد للحرب القادمة من خلال تفعيل آلة نارية كبيرة، وإدخال قوات عسكرية واسعة إلى قطاع غزة بأعداد كثيفة، لاسيما في المراحل الأولى من المواجهة، من خلال الدمج في عمل مختلف القوات، وتخصصاتها: البرية والبحرية والجوية والاستخبارات وقوات الاحتياط، خاصة أن التدريبات الأخيرة التي خاضتها فرقة غزة شملت تحسين قدراتها القتالية من جهة، وتجريب وسائلها القتالية من جهة أخرى".
وأوضح أنه "في ظل استخلاص دروس حرب الجرف الصامد في غزة في صيف 2014، فقد تركز القتال آنذاك على استهداف الأنفاق الهجومية التابعة لحماس، وتدميرها، دون استهداف مراكز قياداتها وبناها العسكرية التسلحية الأخرى، لكن الخطط القتالية القادمة للجيش الإسرائيلي في أي مواجهة عسكرية قادمة تتضمن استثمار إمكانيات قتالية كبيرة بهدف المس بسلسلة القيادات العسكرية التنظيمية".
ونوه إلى اعتقاد الجيش أن تفعيل القوة بصورة موجهة يحقق إنجازات وحسما في القطاع، حتى من دون احتلاله بالصورة الكاملة، لكن التهديد الصاروخي كان وما زال من الوسائل القتالية الأكثر أهمية لدى حماس بسبب تأثيراته المباشرة والحساسة على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وتكمن قدرة الجيش في تفعيل المزيد من الأدوات الهجومية في إحباط هذا السلاح، وليس فقط الاعتماد الحصري على القبة الحديدية كوسيلة دفاعية فقط".
وأضاف أن "الجيش يسعى لمواجهة تحسين حماس لإمكانيات طائراتها المسيرة بدون طيار التي يفترض أن تشغلها حماس بكثافة في المواجهة القادمة، لاسيما تلك المحملة بالمتفجرات، كما شهدته المواجهة الأخيرة في أيار/ مايو على شكل متقطع".
وكشف النقاب عن أن فرقة غزة في قيادة المنطقة الجنوبية شكلت وحدة خاصة لمواجهة طائرات حماس المسيرة، مما يتطلب العمل بالوسائل التكنولوجية المختلفة، وتزويد الجيش بالمعلومات الاستخبارية المناسبة، وقد شهدت الشهور الأخيرة تقدما ملحوظا في مواجهة الجيش لهذا التهديد".
وختم بالقول: إنه "بالنسبة للقتال داخل غزة، فإن التوجه العسكري الإسرائيلي يقضي بإيجاد حلول للعبوات الناسفة وصواريخ الكورنيت، لأن حماس استثمرت إمكانيات قتالية هائلة تحضيرا لمواجهة قادمة داخل القطاع، وفيما لم يكن الجيش مستعداً لهذا التحدي في الجرف الصامد، فقد أنفق في السنوات الأخيرة المزيد من الجهود والإمكانيات لتحسين قدراته وتصديه للعملية العسكرية القادمة".