كشف باحث إسرائيلي، أنّ تصريحات رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية التي قال فيها إنه "إذا لم يتم التوصل إلى حل يستند على مبدأ الدولتين، ستعاني إسرائيل من موت ديموغرافي ولن تكون قادرة على التواجد كدولة ديمقراطية"، أثارت مخاوف لدى الأوساط الإسرائيلية.
وقال الباحث الإسرائيلي يهودا شاليم في مقالٍ نشره بصحيفة "إسرائيل اليوم" اليوم الخميس: إنّ "الانشغال الإسرائيلي الأخير بتصريحات رئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتيه حول وجود أغلبية عربية فلسطينية بين نهر الأردن والبحر المتوسط أمر لافت فعلًا، خاصة وأن المعطيات التي ساقها اشتية اتخذتها وسائل الإعلام الإسرائيلية مسلمة لا شك فيها".
وأضاف شاليم: "المعطيات الفلسطينية المنشورة أخيرًا، ونشرتها الأوساط الإسرائيلية دون تمحيص تفيد بوجود مائتي ألف نسمة زيادة لصالح العرب، على اعتبار أن هناك 6.8 مليون عربي فلسطيني مقابل 6.6 إسرائيلي وهو ما يعني أن القنبلة الديموغرافية خرجت من قمقمها من جديد".
وتابع الباحث في معهد أريئيل للأمن والإعلام: أنّ "هذه المخاوف من الأغلبية الفلسطينية العربية على الإسرائيليين تعيدنا سنوات طويلة إلى الوراء حين كان يهددنا دائما ياسر عرفات بالتفوق الديموغرافي الفلسطيني على الإسرائيلي واعتباره أن رحم المرأة الفلسطينية العربية يعتبر السلاح الأقوى للفلسطينيين في مواجهة إسرائيل".
وأوضح أنّه "رغم أن المعطيات الإحصائية في السنوات الماضية أثبتت خطأ تهديد عرفات، لكن تعاطي الاعلام الإسرائيلي بتصريحات اشتيه الأخيرة أعادت النظر في مدى وجاهة الاعتقاد الاسرائيلي بخطأ تهديد عرفات".
ونقل عن الكاتب ديفيد غولدمان مؤلف كتاب "الحضارات المتحضرة: لماذا ستختفي أوروبا والإسلام"، قائلاً: إنّ "التنازلات التي قدمتها إسرائيل في اتفاق أوسلو في 1993 وخطة الانفصال أحادي الجانب عن قطاع غزة في 2005، جاءت بسبب مخاوفها من أن معدلات الإنجاب الفلسطينية العربية ستجتاح السكان اليهود في إسرائيل".
واستدرك بالقول: "ما حصل هو العكس تمامًا، فمستوى الإنجاب بين اليهود والعرب وصل في 2009 إلى معدلات متساوية، وانخفض إلى 0.7 للمرأة العربية مقابل معدلات ستة حالات ولادة لصالحها في عام 1969، مع العلم أن هذه المعطيات التي قدمها غولدمان ليست غائبة عمن يهدد بالتفوق الديموغرافي العربي الفلسطيني على السكان اليهود"، لكن من الواضح أنهم يتجاهلون علم الرياضيات".
وزعم الكاتب أن "من يكثر من الإسرائيليين من الحديث عن التفوق الديموغرافي العربي الفلسطيني على اليهود يحملون في قرارة أنفسهم مبدأ سياسياً يدعو إلى تقسيم إسرائيل، وهذا ليس جديدًا، لأنه خلال مفاوضات اتفاق أوسلو حاول يائير هيرشفيلد أحد رواد الاتفاق ورموزه الإظهار للفلسطينيين أن التطرف والعنف هي وصفات للتدمير الذاتي لهم، محذرا من أن التصعيد العسكري سيؤدي إلى هجرة فلسطينية مستمرة".
وبيّن الكاتب أنّ "هناك أسبابًا يجب البحث عن وجاهتها ممن يثيرون القنبلة الديموغرافية الفلسطينية العربية في مواجهة الإسرائيليين، وتكرار الدعوة للانسحاب من الأراضي التي تمت السيطرة عليها في حرب الأيام الستة من عام 1967".
وأضاف: "التهديد الديموغرافي العربي الفلسطيني ما هو إلا بضاعة يسعى البعض لترويجها، وهي سلاح معنوي ودعاية مجدية لأصحابها، لأن هؤلاء أنفسهم لا يلقون بالا للحفاظ على الأغلبية اليهودية في المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل"، وفق قوله.
وختم الباحث حديثه بالقول: "المشكلة لا تكمن في التهديد الديمغرافي بيننا وبين الفلسطينيين والعرب، وإنما في حالة الانفصال والانقسام التي تسود المجتمع الإسرائيلي من الداخل، وتجد إرهاصاتها في هذه الدعوات التي توصل إلى نتيجة مفادها انقسام شعب إسرائيل".
يُذكر أن اشتية صرّح في وقتٍ سابق: إنه "لأول مرة منذ عام 1948، يصب التوازن الديموغرافي في صالح الفلسطينيين بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط، وهناك 6.8 مليون فلسطيني – 3 ملايين في الضفة الغربية، 2 مليون في غزة و 1.8 مليون في أراضي 1948 الإسرائيليون يبلغ عددهم 6.6 مليون ، والفلسطينيون أكثر منهم بـ 200,000 مرة".
وأردف اشتية: "إما حل الدولتين أو الموت الديموغرافي؛ إما حل الدولتين أو لن تكون هناك دولة ديمقراطية أو يهودية؛ إما حل الدولتين أو نظام عنصري في الممارسة والقانون؛ إما حل الدولتين أو لا سلام".