معاناة قديمة جديدة لحوالي 20 ألف مواطن يقطنوا في منطقة بشمال قطاع غزّة "أبراج العودة، الندى، الشيخ زايد، عزبة بيت حانون، قرية أم النصر، المنطقة الشرقية لمدينة بيت لاهيا"، بسبب وجود مكب نفايات قبالة المنطقة ينبعث منها روائح كريهة وغازات سامة، جراء التكرار المستمر لإحراق النفايات بأيدي مجهولين وبفعل الأجواء المناخية، وعدم ترحيلها إلى المنطقة المخصصة لها منذ زمن طويل من قبل بلديات القطاع.
ويُطالب أهالي الحي باستمرار المسؤولين عن المنطقة بنقل "المكب" إلى مناطق حدودية، وذلك لأنّها أصبحت غير قابلة للحياة جراء استمرار تصاعد الروائح الكريهة والغازات السامة وانتشار الحشرات ما أدى لانتشار أمراض بالغة الخطورة.
وتبلغ مساحة "مكب النفايات" الواقع إلى الشرق من مدينة بيت لاهيا أكثر من "80" دونماً، ويحتوي الآن على أكثر من "300" ألف طن من النفايات الصلبة المتراكمة كالجبال في المنطقة.
بدوره، عبّر رئيس المجلس المحلى لمدينة أبراج العودة سهيل سعدة، عن تذمره من استمرار معاناة سكان المنطقة بسبب حرق "النفايات" المتواجدة في المكب المقابل لها دون ترحيلها، موضحاً أنّ آليات النفايات تُلقي بمئات الأطنان من النفايات يومياً ما حوّلَ المنطقة إلى "مكب نفايات كبير"، وفق حديثه.
وقال سعدة لمراسل وكالة "خبر": "تواصلنا مع العديد من الجهات المحلية والمسؤولين دون جدوى"، لافتاً إلى أنّ الأزمة مستمرة منذ عام 2010، وفي عام 2015 أصدرت سلطة جودة البيئة قراراً بإغلاق المكب دون تنفيذه حتى اللحظة.
تعقيب البلدية
من جانبه، أوضح رئيس بلدية بيت لاهيا عز الدين الدحنون، أنّ "مكب النفايات" الواقع شرق شمال البلدة، مؤقت ويجري ترحيل النفايات منه بشكلٍ مستمر إلى مكب النفايات الرئيسي في منطقة جحر الديك شرق مدينة غزّة.
وأضاف الدحنون خلال حديثه لمراسل وكالة "خبر": "الوضع سيئ بالنسبة للبلدية جراء وجود كميات كبيرة من النفايات، وتهالك الآليات والمعدات المخصصة لنقلها، بالإضافة إلى عدم توفر المحروقات اللازمة للمعدات، ما يُعيق البلدية ويؤدي لعدم إتمام عملها على أكمل وجه".
وأكّد على أنّ البلدية تُتابع هذه القضية من أجل إيجاد حل جذري لها، موضحاً أنّه يتم التواصل مع وزارة الحكم المحلي ومجلس النفايات الصلبة، ويجري انتظار إيجاد حل لها، على الرغم من أنّ الأمور خارجة عن سيطرة البلديات.
يُذكر أنّ المنطقة تتواجد قبالة أبراج العودة، وأبراج الندى، وعزبة بيت حانون، وقرية أم النصر، بالإضافة إلى عدد من مدارس والمساجد ورياض الأطفال ومقر محافظة الشمال، وجامعة القدس المفتوحة، ومقرات حكومية، الأمر الذي يُظهر حجم الكارثة البيئية والإنسانية التي يعيشها سكان تلك المنطقة.