كشف نتائج الزيارة لإيران

بدران يكشف عن حراك فصائلي لإيجاد مخرج للمأزق السياسي الفلسطيني

حسام بدران
حجم الخط

الدوحة - وكالة خبر

كشف عضو المكتب السياسي لحركة حماس حسام بدران، عن حراك وأفكار قدمها مجموعة من الفصائل الوطنية الوازنة لإيجاد مخرج للمأزق السياسي الفلسطيني، لافتاً إلى ترحيب حماس بذلك واستعدادها للتعامل الإيجابي الذي يساهم في إنجاز توافق وطني في وجه الاحتلال.

وفي تصريح صحفي اليوم السبت، أعرب بدران عن أمله في أنّ تجد هذه التحركات قبولاً وتعاملاً إيجابياً من حركة فتح، خاصة مع انغلاق الأفق السياسي وفشل مشروع تفاوضها مع المحتل.

وقال: "نحن في حركة حماس كلما حاولنا إزالة المشهد المشوه بفعل الانقسام، وقدّمنا ما يتطلب من تنازلات على أرض الواقع، تظهر بعض الجهات لعرقلة المجهودات الرامية لتحقيق المصالحة، بهدف إجهاض أي جهد يمكن أن يساهم في رأب الصدع الفلسطيني، وهنا أقصد بعض الأشخاص في قيادة حركة فتح إضافة لأطراف خارجية".

وأكّد على أنّ الوحدة الوطنية هدف أساس تسعى إليه حماس بكل طاقتها ولن تقبل باستمرار هذا الانقسام أو تعميقه وترسيخه، مُنوّهاً إلى أنّها قدّمت العديد من التنازلات والمبادرات طيلة الفترة السابقة، وأنّ أيديها مفتوحة على كل المقترحات الجادة لرأب الصدع وتجاوز هذه المرحلة الخطيرة، خاصة في ظل ما تتعرض له القضية من محاولات تصفية شاملة عبر ما تسمى "صفقة القرن".

وأشار بدران، إلى أنّ الاحتلال الإسرائيلي يحاول في كل اعتداء على قطاع غزة تغيير "قواعد الاشتباك" ومعادلات المواجهة التي أوجدتها المقاومة طيلة المرحلة السابقة، وإن الأخيرة لن تسمح له بذلك، موضحاً الوقت ذاته أنّ غزة تتعرض لمخطط تجويع ممنهج منذ فوز حركته بالانتخابات التشريعية عام 2006.

وشدّد على أنّ الشعب الفلسطيني ومقاومته في غزة لن يسمحا بتغيير "قواعد الاشتباك"، مُضيفاً: "لم يعد الاحتلال وحده الذي يقرر كيف ومتى يتم التصعيد والمواجهة أو مقدارها. نحن شعب تحت احتلال، ومن حقنا مقاومته بكل الأشكال وهذا ينسجم مع كل الاتفاقيات والمعاهدات الدولية".

وفيما يتعلق بعدم التزام الاحتلال بتفاهمات كسر الحصار، أفاد بدران بأن مواقف حركة حماس من حيث التفاهمات ثابتة، إلا أنّ الاحتلال خرقها أكثر من مرة، وكان آخرها استهداف المواطنين العزّل الجمعة الماضية بمسيرات العودة وكسر الحصار، وإعدام طفلين.

وأوضح أنّ موقف الحركة من عدم التزام الاحتلال بها يأتي وفقاً لتقدير الموقف بالتوافق الوطني، كمبادلة التصعيد بالتصعيد، حيث إنه "لا يتوقع منا الصمت على تعدياته وسفكه لدماء أبناء شعبنا".

وحول الوضع الإنساني في القطاع، لفت بدران إلى أنّ غزّة تتعرض لمخطط تجويع قائم منذ فوز حركة حماس بالانتخابات التشريعية عام 2006، ويتطوَّر كل يوم بفعل المعادين لمشروع الحركة وتطلعات الشعب الفلسطيني نحو التحرر.

وأضاف: "للأسف يوجد داخل النسيج الفلسطيني من يمارس هذا العداء وينفذ هذه المخططات. قد نفهم عداء أعدائنا فهم أعداؤنا في النهاية، لكن ما لا نفهمه الأيادي الفلسطينية التي تساهم بطريقة مباشرة وغير مباشرة في تنفيذه".

وبيّن بدران أنّ هذا المخطط يسعى لتصفية القضية الفلسطينية في أذهان وأفئدة الناس ومحاولة إشغالهم في متطلبات حياتهم اليومية، وهذا ما يتنافر مع طبيعة التكوين الفلسطيني، الذي نشأ على صفيح حار من المعاناة والمصاعب، وتوارث الصمود والصبر من آبائه وأجداده، لذلك شعبنا في غزة قادر على تجاوز هذه المحنة وكسر الحصار بيديه.

وفيما يتعلق بنتائج زيارة وفد رفيع المستوى من حماس إلى إيران، جدّدَ بدران التأكيد على أنّ "العلاقة بين الحركة وإيران قوية، لاتفاق الطرفين على الهدف الأول وهو مقاومة الاحتلال"، مشيرًا إلى أن الزيارة الأخيرة حققت نجاحات ملموسة على صعيد العلاقة بينهما في أكثر من اتجاه، يعود بالنفع على أبناء الشعب الفلسطيني ومشروعه التحريري.