أداء فلسطيني رفيع المستوى

حجم الخط

بقلم حمادة فراعنة

 حنكة سياسية مارستها كتلة القائمة المشتركة الفلسطينية لدى البرلمان الإسرائيلي، حينما قرروا التوصية بتكليف رئيس كتلة حزب الجنرالات أزرق أبيض بني غانتس لرئاسة الحكومة المقبلة، نكاية بالفاسد نتنياهو الذي ارتكب كل الموبقات بحق الفلسطينيين، وبهذه التوصية يتفوق غانتس على نتنياهو بعدد توصيات النواب، وبذلك تقطع الطريق على نتنياهو ليكون المرشح الأول لتشكيل الحكومة.
حنكة الكتلة المشتركة أنهم يقتحمون العقل الإسرائيلي ويفرضون أنفسهم على المشهد السياسي، لا أن يجلسوا على الرصيف مجرد معارضين معزولين، فالنتائج التي حققوها تفرض عليهم التعاطي مع الطرف الآخر، من أجل تحصيل حقوقهم كمواطنين داخل بلدهم، فلهم طلبات وحقوق وحياة لا يتعارض تحقيقها مع نضالهم السياسي من أجل المساهمة باستعادة كامل حقوق الشعب الفلسطيني لمكوناته الثلاثة : 1 – حق فلسطيني مناطق 48 بالمساواة، 2 – وحق فلسطيني 67 بالاستقلال، 3- وحق اللاجئين بالعودة.
وحدة أدوات الفلسطينيين وأحزابهم في مناطق الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة عبر المشتركة، حققوا من خلالها أعلى نسبة تصويت في تاريخ الانتخابات الإسرائيلية، بحصولهم على 470 الف صوت يشكلون 62 بالمائة من عدد الفلسطينيين الذين يحق لهم التصويت، وحصلوا على 92 بالمئة من الذين وصلوا من الفلسطينيين إلى صناديق الاقتراع وبذلك فازوا بثلاثة عشر مقعداً، ولولا أن أسعد غانم حصل على أقل من ستة الاف صوت تم حرقهم، ومحمد السيد على أقل من الفي صوت تم حرقهم، لحصلت القائمة المشتركة على أربعة عشر مقعداً، ولكنها خطوة على الطريق، كما حصلت القائمة على رقم قياسي غير مسبوق بحصولهم لأول مرة في تاريخ الانتخابات على 22 الف صوت يهودي إسرائيلي، وبذلك يكونوا قد حققوا انجازاً أولياً في اختراق الجسم الإسرائيلي مهما بدا متواضعاً ولكنه قفزة عما كان حققوه في السابق بأقل من سبعة الاف صوت إسرائيلي، وهذا الإنجاز يعود الفضل فيه للنائب الشيوعي الإسرائيلي السابق دوف حنين الذي شغل الموقع الثامن في القائمة المشتركة عام 2015، وللنائب الشيوعي عوفر كسيفه الذي يشغل الموقع الخامس في القائمة المشتركة حالياً.
توصية القائمة المشتركة لصالح غانتس، سُلفة تقديرية، ودين مقدم، وتطلع إلى التعاون في سياق العمل باتجاهين: أولهما نحو تحقيق مطالب الوسط العربي الفلسطيني نحو: 1– إلغاء قانون القومية العنصري، 2– زيادة الموازنات للبلديات العربية، 3- توسيع مساحة المسطحات لتوسيع حجم البناء العمراني الضيق للمدن والقرى العربية، 4- وقف هدم البيوت التعسفي، 5- الاعتراف بالقرى غير المعترف بها، مطالب حيوية تمس مصالح الشعب الفلسطيني الحياتية اليومية تعزيزاً للاستقرار والطمأنينة لمليون ونصف المليون عربي يهددهم غلاة المستعمرين الإسرائيليين بالرحيل.
وثاني مطالب قادة الوسط العربي الفلسطيني خدمة شعبهم في مناطق الاحتلال للضفة والقدس والقطاع، في تحقيق مطالبهم العادلة بوقف الاستيطان والتوسع الاستعماري والإقرار بحقوقهم بالحرية والاستقلال.
لن يحصل الفلسطينيون على حقوقهم العادلة والكاملة دفعة واحدة، بل عبر النضال التدريجي متعدد المراحل، وها هم نجحوا في إسقاط نتنياهو أولاً ويدفعون به نحو السجن ثانياً ويحققون بعض حقوقهم المهدورة ثالثاً.
النضال متواصل، الهروب من المواجهة ليس قائماً، تحقيق الانجازات تراكمياً، ومعاً وسوياً حتى الانتصار.