أبو مرزوق يعقّب على مبادرة الفصائل ويوجه رسالة للسلطة

ابو مرزوق
حجم الخط

الدوحة - وكالة خبر

أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق، اليوم الثلاثاء، على أن الوحدة الفلسطينية أكبر عوامل الضغط على الاحتلال لكسر الحصار، وإنهاء هذه الحالة المأساوية في قطاع غزة.

وطالب أبو مرزوق في تصريحاتٍ صحفية، السلطة الفلسطينية وحركة فتح رفع جميع الإجراءات "العقابية" عن غزة فورًا دون قيود أو شرط. وفق قوله.

وأضاف: "لا أدري كيف لحركة فلسطينية تقبل على نفسها ممارسة القهر على شعبنا وتمنع المال والدواء والحياة عنه لأسباب سياسية"، معتبرًا أن العقوبات على غزة لا أخلاقية ولا وطنية، على حد وصفه.

وتابع أبو مرزوق: إن "الخلافات السياسية موجودة بين فصائل شعبنا الفلسطيني، وكذلك الاجتهادات داخل الأحزاب وخارجها، إلا أن إقحام حقوق الناس المالية في الخلافات السياسية أمر غير معهود في تاريخ شعبنا النضالي".

وعن مبادرة الفصائل للمصالحة، أكد أبو مرزوق على أنها "قيد الدراسة من حماس التي تنظر إليها بشكل إيجابي، وموقفها ذو مرونة عالية تجاه أي مبادرة تهدف لإنهاء الانقسام"، مضيفًا: "قلنا للجميع مرارًا وتكرارًا إننا خارج معادلة الانقسام، وأبدينا إيجابية عالية، دون اشتراطات، وغلّبنا مصلحة الشعب ومصلحة أهلنا في غزة على أي هدف آخر، وكل قضية يمكن أن تكون مثار شك، حاولنا توضيحها حتى لا يكون هناك لوم على الحركة".

وتابع: "لا يمكن أن نقول إن شعبنا غادر مربع الانقسام ما دام طرف داخله بقي مُعرضاً أو مستنكفًا، وما دامت حركة فتح لم تلتمس حاجة الشعب الفلسطيني للمصالحة والسير قدما لها".

ودعا فتح للتعاطي الإيجابي مع المبادرة وتغليب المصلحة الوطنية، وقبول الشراكة بدلاً من الإقصاء، والتوقف عن سيل التصريحات المتعلقة بالمقاومة استجابةً للضغوط الأمريكية أو الإسرائيلية. وفق ما جاء في تصريحاته.

مسيرات العودة

وفي سياقٍ آخر، قال أبو مرزوق: إن "مسيرات العودة في غزة أسهمت في عرقلة صفقة القرن ورفضها بصوت شعبي هادر في ظل صمت عربي ودولي محزن وخلقت أجواء ساهمت في كبح الأنظمة المتساوقة معها ، حيث أن معلوماتنا تشير إلي أنها أربكت حسابات مهندسي الصفقة".

وأوضح أن المسيرات خرجت لتطالب بكسر حصار قطاع غزة، وتحسين الظروف المعيشية للمواطنين، وهي امتداد للانتفاضات الشعبية التي قام بها الشعب الفلسطيني لمقاومة المحتل الإسرائيلي.

وأضاف أبو مرزوق: إن "المسيرات أعادت إحياء السيرة الأولى للقضية الفلسطينية بنقائها، وأعادت إبراز حق العودة حقًا أصيلاً لم يتنازل الأبناء عنه، وأوصلت هذه الرسالة إلى العالم، ما ساهم في التأثير الإيجابي على الرأي العام العالمي، كما أنها وضعت مسألة الحصار على أجندة القوى الإقليمية والدولية، وأن مليوني فلسطيني يرفضون الخضوع ومستمرون في مساعيهم لفك الحصار اللاإنساني عنهم".

وعد المسيرات تعبيرًا عن روح المقاومة الشعبية التي يتوافق عليها جميع قوى شعبنا، وترجمة حقيقية وفاعلة للعمل الفلسطيني المشترك، مبيناً أن "القوى عملت بروح وطنية في ظل قيادة مشتركة للهيئة العُليا لمسيرات العودة، وهي قيد المراجعات والتطوير بشكل مستمر".

وأردف أن "دعمنا للمسيرات ينسجم مع إستراتيجية الحركة التحررية التي تتبنى المقاومة بكل أشكالها، والسعي المستمر لامتلاك مُقدّرات القوة على اختلاف طبيعة الأدوات المتاحة وتوظيفها في معركة التحرر الوطني، ونحن نؤمن بقوة شعبنا ونراهن عليه في صد المؤامرات التي تواجهه".

وبخصوص مدى التزام الاحتلال بتطبيق تفاهمات كسر الحصار، ذكر أبو مرزوق أن الاحتلال يتراجع دائمًا عن التزاماته إلا في حال وجود قوة تفرض عليه ذلك، وهذا ديدنه، مضيفا: "إننا مع استرداد حقوق شعبنا ورفع الظلم عنه بأي شكل، ومن ذلك كسر الحصار عن غزة أو تخفيف حدّته، ليعيش شعبنا بكرامة وعزة، دون وجود أي التزامات سياسية".

وتطرق أبو مرزوق خلال حديثه إلى تطور علاقات حركته مع محور الممانعة (إيران سوريا)، قائلاً: "لدينا علاقاتنا الثنائية مع جمهورية إيران وعلى مستويات متعددة ومتقدمة، ونحن على تواصل مستمر مع أصدقائنا وحلفائنا في مختلف القضايا".

واستدرك: "لكن يبقى قرارنا مستقلًا، ونقدّم فيه مصلحة القضية الفلسطينية، أما بالنسبة لسوريا فلا يوجد علاقات معها منذ أن خرجنا مضطرين منها".