أظهر استطلاع للرأي أجراه مركز القدس للإعلام والاتصال نتائج مثيرة في أوساط الرأي العام الفلسطيني تحمل تناقضات ومفاجآت كثيرة لعل أبرزها هو غياب خليفة حقيقي للرئيس محمود عباس في حال أصر على عدم الترشح للرئاسة.
ويبين الاستطلاع تراجع شعبية القوى والفصائل الفلسطينية وغياب أي تعاطف أو تأييد لتنظيم الدولة «داعش» وأخواته سواء في قطاع غزة او الضفة الغربية. والأكثر غرابة هو التراجع في حملات مقاطعة البضائع الإسرائيلية على مستوى الممارسة او التأييد.
غموض حول خليفة الرئيس "أبو مازن" في حال لم يترشح
ووجه الاستطلاع سؤالاً حول الخيارات في حال جرت انتخابات رئاسية ولم يكن الرئيس عباس مرشحا فيها. وردا قالت النسبة الأكبر 10.5% من الضفة الغربية و12.9،% من غزة إنها ستنتخب مروان البرغوثي للرئاسة مقابل 9.8% قالوا إنهم سينتخبون اسماعيل هنية و5.1% محمد دحلان و3.3% صائب عريقات، ونفس النسبة لخالد مشعل. فيما قالت نسبة كبيرة ( 33.6%) إنها لم تقرر بعد من ستنتخب.
تراجع في شعبية الشخصيات السياسية
وأظهر الاستطلاع تراجعا في مستوى الثقة بالشخصيات السياسية، فتراجعت نسبة الذين يثقون بالرئيس عباس من 21.8 % في آذار/ مارس الماضي إلى 16.1%. وكلك الحال بالنسبة لهنية من 14.1% إلى 12.5%، فيما ارتفعت نسبة الثقة في مروان البرغوثي من 5.4% إلى 7.1% خلال ذات الفترة.
ومن ناحية تقييم أداء الحكومة ارتفعت نسبة الذين يعتقدون بأن أداءها تراجع من 15.8% في نيسان/ إبريل 2014 إلى 26.4% حالياً كما انخفضت نسبة الذين يعتقدون بأن الحكومة تتعامل بشفافية في إدارة الشؤون المالية من 24.3% في أيار/ مايو من العام الماضي إلى 17.3%.
وبالنسبة للتعديل الأخير على حكومة الدكتور رامي الحمد الله، قالت النسبة الأكبر 44.3% إنها خطوة لن تقدم ولن تؤخر مقابل 34.9% قالوا إنها خطوة تخدم مصلحة الشعب الفلسطيني.
وجه الاستطلاع سؤالا للجمهور كان نصه «كيف تعرف نفسك من حيث الانتماء بكلمة واحدة فقط». فأجابت نسبة كبيرة 32.4% فلسطيني و16.8% مسلم، و6.8% فتح و2.7% حماس.
وبين الاستطلاع ارتفاعا في نسبة مؤيدي إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية حتى لو لم يكن هناك مصالحة من 34.8% في تشرين الثاني/ نوفمبر 2012 إلى 58.9% بينما انخفضت نسبة المؤيدين للانتخابات بعد المصالحة من 60.8% في تشرين الثاني 2012 إلى 35.8%. وحول إجراء انتخابات انتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني قال 74% إن الموضوع مهم مقابل و16% فقط يرون أنه غير مهم.
وردا على سؤال لو جرت انتخابات مجلس تشريعي اليوم لأي حزب سوف تصوت قال 41.1% انهم سوف يصوتون لفتح و20.2% سوف يصوتون لحماس فيما قال 22.7% انهم لن يصوتوا.
تراجع تأييد مقاطعة البضائع الإسرائيلية وممارستها
ويتضح خلال هذا الاستطلاع وجود تراجع واضح في نسبة التأييد والممارسة لحملات مقاطعة المنتجات الإسرائيلية عموما، إذ انخفضت نسبة الذين يؤيدون مقاطعة جميع البضائع الإسرائيلية من 59.2% في آذار الماضي إلى 49.1% بينما ارتفعت نسبة الذين يؤيدون مقاطعة بضائع المستوطنات الإسرائيلية فقط من 7.6% في آذار الماضي إلى 9.4%. وعند سؤال المستطلعين عن موضوع ممارستهم المباشرة لعملية المقاطعة انخفضت نسبة الذين يقولون إنهم يقاطعون جميع البضائع الإسرائيلية من 48.8% في آذار الماضي إلى 34.1% حالياً.
لا تعاطف مع داعش وأخواتها
وفي هذا الاستطلاع يتضح جليا عدم وجود تعاطف أو وجود يذكر لداعش والحركات السلفية في الأرض الفلسطينية، بما في ذلك قطاع غزة حيث قالت أكثرية من 64.9% إنهم غير متعاطفين معها بالمرة مقابل 3.8% فقط قالوا إنهم متعاطفون.
وحول وجود نفوذ للحركات السلفية في قطاع غزة أكدت أكثرية من 60.3% أن وجود هذه الحركات السلفية في القطاع محدود وأن قوتها هناك صغيرة، فيما اعتقد فقط 2.8% أن قوتها كبيرة. ولدى النظر إلى الإجابات على هذا السؤال في قطاع غزة والضفة الغربية على حدة تبين أن 53.4% من سكان الضفة و71.8% يعتبرون أن قوة هذه الحركات صغيرة ومحدودة.
حل الدولتين: تراجع مستمر
وتواصل الهبوط الطفيف في نسبة الذين يرون أن حل الدولتين هو الأفضل. إذ انخفضت نسبة مؤيدي هذا الحل إلى 44% بعد أن كانت 48.3% في آذار من العام الحالي و52.4% في آذار 2013. وفي المقابل ارتفعت نسبة مؤيدي حل الدولة الواحدة ثنائية القومية إلى 21.3% في هذا الاستطلاع بعد أن كانت 16.3% في آذار من العام الحالي علما أن النسبة كانت 23.4% في آذار 2013.
تمسك بالسلطة
ويظهر الاستطلاع ان 71.7% يعتبرون أن هناك ضرورة لبقاء السلطة والمحافظة عليها وشمل ذلك أكثرية 78.4% في قطاع غزة و67.7% في الضفة الغربية بما فيها القدس وذلك مقابل 23.7% أيدوا حل السلطة.
ما الأهم
وبالنسبة لما يجب أن يكون أولوية في عمل السلطة فقد أوضحت النسبة الأكبر 27.4% أن أولوية عمل السلطة يجب أن تكون معالجة مشكلة غلاء المعيشة يليها 21.4% قالوا إن أولوية عملها هو إعادة إعمار قطاع غزة، ويليها 20.3% فرض النظام والقانون و14.8% التصدي لإعتداءات المستوطنين و10.4% التعليم.