نشر المعلق العسكري في صحيفة يديعوت أحرونوت إليكس فيشمان، مساء أمس الجمعة، مقالا طويلا تطرق فيه إلى ما عرف بمسمى "مبادرة بلير" للهدنة بين إسرائيل حماس، والتي أثارت جدلاً سياسياً واسعاً على الساحة الفلسطينية والعربية وحتى الإسرائيلية، وسط ترصد المعارضة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وقال فيشمان، إن المبادرة "تأسست على عُرف دجاجة"، وانتهت من حيث بدأت، معتبرا أن قيادة حماس حاولت خداع الجمهور بالقول إنه يمكن التوصل لهدنة طويلة مقابل رفع الحصار وإعمار القطاع، فيما خرج نتنياهو من "الفخ" وقال في نهاية نقاش أمني موسع أجراه بأن التعاطي مع المقترحات المقدمة سيكون له آثار سلبية قد تدفع الرئيس محمود عباس للاستقالة وتعطي الأوروبيين الشرعية للاعتراف بحماس.
وكشف فيشمان عن ضغوط مصرية على إسرائيل لعدم التعاطي مع مبادرة بلير، وهو ما تجاوب معه نتنياهو، لتدرك قيادة السلطة أن تلك المبادرة مجرد خدعة، خاصة أن إسرائيل لم تعتبر مبعوث اللجنة الرباعية السابق وسيطا، وأن اللقاءات التي أجراها مع مشعل كانت على سبيل العلاقات العامة.
وبين، أن قيادات أمنية كبيرة تملصت من اللقاء مع بلير، وأنه استغل علاقاته الشخصية مع شخصيات إسرائيلية غير رسمية للضغط من أجل الاتفاق لأجل مصلحته الاقتصادية في أمور لا تلائم المصلحة الإسرائيلية.
وأشار إلى مطالب حماس التي قدمتها عبر عدة وسطاء خلال الحرب الأخيرة، "والتي لم ترد عليها إسرائيل واستمعت إليها بدون التعاطي معها، فيما استمعت حماس لبلير جيدا ووثقت أن إسرائيل لن تتغاضى عن تدخله، وسارت خلف الشخصية الدولية بحثا عن مخرج، وباتت تبيع الوهم والخدع للفلسطينيين ولذراعها العسكري"، على حد تعبيره.
وأوضح فيشمان، أن الشاباك يعتقد بأن حماس غير مستعدة بعد لاستئناف المواجهة مع إسرائيل، وأنهم يعملون مع مصر للحد من تهريب الأسلحة والصواريخ، وقد حقق ذلك نتائج ملموسة، بيد أن الحركة نجحت في تجديد 15 إلى 20% فقط من عدد الصواريخ التي فقدتها خلال الحرب.
وزعم، أن قيادة حماس السياسية "تقف اليوم بدون مظلة على رأسها في مواجهة الجناح العسكري"، بعد أن فقدت الاستراتيجية التي يمكن أن تعمل بها، بعد أن أدار جميع حلفائها ظهورهم لها.
وأضاف فيشمان، أن إسرائيل أعدت خطة لمواجهة الأزمة في غزة وتغيير التعامل مع الفلسطينيين بالضفة، لكن لا يمكن تطبيق هذه الخطة إلا بمساعدة السلطة ومصر، مبينا، أن الخطة تستند لتحسين البنية التحتية وزيادة كميات الكهرباء والمياه والغاز، وإنشاء محطات تحلية للمياه وفتح التصدير من غزة إلى دول العالم، وإقامة مناطق صناعية قرب الجدار وإعادة فتح كارني.