قال رئيس الوزراء الفلسطيني، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، إنّ "مفهوم حركته للديمقراطية بسيط، وهو الوطن للجميع ولكل من يلتزم به"، مُضيفاً: "لم يتخرج ياسر عرفات من مدرسة لتصفية خصومه بل من مدرسة يُميز بها بين العدو والصديق، وبين التناقض الرئيسي والثانوي".
وأضاف اشتية في كلمة له في حفل نظمته مؤسسة ياسر عرفات، لإحياء الذكرى الخامسة عشرة لاستشهاد الرئيس الراحل ياسر عرفات في قصر رام الله الثقافي: "حركة فتح أقامت الديمقراطية في غابة من البنادق، وتحتكم اليوم إلى الشعب من خلال ما طرحه الرئيس محمود عباس بأن المدخل لإنهاء الانقسام هو الديمقراطية الانتخابية والتوجه نحو إجراء الانتخابات، ووقف الجدل العبثي الذي لم يوصلنا إلى هدف إنهاء الانقسام".
وتابع: "الرئيس عباس ومعه فتح، يُجسد المدرسة الوطنية الفلسطينية تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية والتي كان أبو عمار يُسميها ديمقراطية غابة البنادق".
وأردف رئيس الوزراء: "تحقيق وحدتنا تحت سقف البرلمان سوف يمكننا من مواجهة السياسات الاستعمارية التي تشنها علينا إسرائيل، وحركة فتح اليوم في حالة تصدِ وصمود وبناء، ونحن حكومتها فهي التي تقود الكفاح ضد المشروع الاستعماري الصهيوني ومواجهة سياسته، وهي التي تبني المجتمع وتناضل من أجل إنهاء الاحتلال وانتزاع الحق بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة المبنية على المعايير الدولية والقيم الإنسانية، دولة لكل المواطنين الأحرار".
واستدرك: "في ظل انسداد الأفق السياسي، فإنّ استراتيجية الانفكاك المتدرج اقتصادياً وخدماتياً بما يُمهد الطريق ليكون الاقتصاد رافعة للسياسة ويبقي روح الاشتباك مع الاحتلال حية، وبما يوجب أن يرافق ذلك من مقاومه شعبية، وتدفيع الاحتلال ثمن جرائمه إلى أن يندحر".
وأشار إلى أنّ الدول الأوروبية الصديقة والعربية الشقيقة، مُطالبون بالتحضير لمرحلة ما بعد فشل صفقة القرن، على أرضية القانون الدولي والشرعية الدولية، وفي إطار مؤتمر دولي بعد أن أخفقت المفاوضات الثنائية في إنهاء الاحتلال.
وقال: إنّ "فلسفة مشاركة طرف ثالث في العملية السياسية جاءت من أجل ردم الهوة في العلاقة غير المتوازنة بين المحتل والواقع تحت الاحتلال، على طاولة المفاوضات، هذا الطرف الثالث الذي كان دائما أميركيا متحيزاً لإسرائيل، كانت مشاركته دائما تجعل من طاولة المفاوضات غير متوازنة أكثر مما هي عليه، لذلك من المهم كسر احتكار واشنطن للعملية السياسية واستبدال ذلك بمؤتمر دولي".
وختم اشتية حديثه، بالقول: "تعلمنا من التاريخ أنّ القائد يمسك شمعة ليضيء بها الطريق لشعبه، وهناك قائد يمسك مرآة تعكس ضوء الشمعة، عرفات أمسك بالشمعة والمرآة معا، شمعة تضيء طريقنا إلى القدس والعودة، ومرآة عرفات نرى فيها وحدتنا الوطنية، ونراه فيها، ونرانا فيها، لأن في كل واحد منا شيء منه".