قال رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، إنّ "رسالة الأسير فؤاد الشوبكي الذي جاوز الثمانين عاًمًا ولا زال يقبع داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي مؤلمة"، مُشدّداً في ذات الوقت على ضرورة أنّ تكون محفزًا للقيادة الفلسطينية للعمل على إطلاق سراحه.
وعبّر فارس خلال حديثٍ خاص بوكالة "خبر"، عن تأييده لكل الملاحظات والانتقادات التي سجلها الأسير الشوبكي في رسالته، مُؤكّداً على وجود قصور كبير بحق، لذلك من الضروري أنّ تستوقف رسالته الجميع؛ فالأسير الشوبكي قائد ومناضل قضى حياته في الحركة الوطنية الفلسطينية وحركة فتح.
وأضاف: "في مرحلة خطيرة ومعقدة ومفصلية من تاريخ الشعب الفلسطيني حاول أنّ يُساهم بما يرفع من شأن الفلسطينيين ومكانتهم وما يمكنهم من تحدى الاحتلال؛ الأمر الذي قاده للسجن".
ودعا رئيس نادى الأسير، القيادة الفلسطينية إلى التحرك بشكلٍ فوري للإفراج عنه، وذلك بوضع قضيته على رأس جدول اهتماماتها؛ خاصة أنّه جاوز الثمانين عاماً وكان من المفترض أنّ لا يبقى هذه المدة الطويلة؛ مُنوهاً إلى أنّ المسألة ليست بذكره؛ بل إنّ المطلوب هو تحريره من قيد السجان؛ ليحظى بفرصة علاج حقيقية تليق به.
وكان الأسير الشوبكي، قد قال في رسالة وجهها من داخل سجون الاحتلال لمنظمة التحرير وحركة فتح، يوم الإثنين الماضي: "أخاطبكم اليوم بصفاتكم الشخصية والإنسانية موجهاً لما تبقى من ضمير إنساني لديكم، فربما تستيقظ فيكم مشاعر الإنسانية".
وأردف: "أيها السادة.. لقد أثبتت الأيام والشهور والأعوام السابقة بأنّ ما زرعناه فيكم وفي ضمائركم لم ينفع معكم قط، فقد كنت السند وقت الأزمات، وكنت الصديق لصغيركم وكبيركم وقت الشدائد والصعاب، وكنت الأخ وقت فقداكم لعزيز وغال، وكنت المعين لكم وقت الحرب ووقت السلم.. ولم أبخل عليكم قط بما أُتيح لي وقتما كانت الدراهم شحيحة علينا أجمعين".
واستطرد: "لست في مقام لأذكركم بكل هذا أو أتباهى بما هو أكثر لأنه من واجبي، ولكن أخاطبكم اليوم لأنني ابن هذا الوطن ومن حق الوطن أن يقف معي كما وقفت وما زلت إلى اليوم وفي ظل أزماتي وشدائدي ومصاعبي واقفاً صلباً عنيداً لهذا المحتل الغاصب".
وأضاف: "وبعد أنّ تجاوزت الثمانين من العمر ولم يتبقى لدي من العمر إلا أياماً معدودات أود أن أذكركم بأنني قدمت نفسي قرباناً لقضية وطن يرزح تحت الاحتلال، وكنت الأكثر تضحيةً في الوقت الذي احتاجني فيه أبنائي، واخترت الوطن عن الابن والأهل، وتحاملت على نفسي ورفضت الانصياع للمحتل من أجلكم جميعاً كما رفضت البوح أو القول بشيء لهذا الغاصب".
واستدرك الشوبكي في رسالته: "اليوم وبعد معاناة في زنازين الذل والهوان وبعد أن تجاوزت من العمر عتيا وبعد أن هدني المرض والتعب حتى أصبحت لا أقوى على القيام أو القعود بدون مساعدة. أما كان منكم أن تذكروني ولو معنوياً أثناء اجتماعاتكم وجلساتكم، أليس منكم من هو حافظُ للجميل بأن يسأل عني أو يطالب القيادة بالحراك الشعبي والدولي لإطلاق سراحي!".
وقال: "لا أستجدي منكم الرحمة أو العطف، ولكني أمد إصبع التخاذل لكم. لقد خذلتموني أيها السادة وبخذلانكم لأسراكم ستبيعون الوطن للحفاظ على مكتسباتكم الوقتية، لا تنسوا بأنكم لم تحققوا شيئاً خلال تلك الأعوام المنصرمة وما عادت قضيتنا مركزية، بل أصبحت قضايانا تنصب على الكراسي والمناصب والمكاسب".
وختم الشوبكي حديثه، بالقول: "أيها السادة.. إنّ لم يكن أسراكم أولى أهدافكم ولُحمتنا من ضمنها، فعارُ عليكم أن تتبوأ مناصب لستم أهلا لها، فلا أفاق حرية لهذا الوطن في ظلكم. إن لم تنصروا الأسرى وتناصروهم فاعلموا بأنني الشهيد القادم على مذبح الحرية".