اعتبر عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني، وليد العوض، أنّ قرار دولة الاحتلال الإسرائيلي منح قطاع غزّة رزمة تسهيلات جديدة؛ يأتي في سياق دخول " التفاهمات" التي جرى الحديث عنها قبل خمسة شهور بين حركة حماس ودولة الاحتلال الإسرائيلي بوساطة إقليمية ودولية حيز التنفيذ.
وقال العوض في تصريح خاص بوكالة "خبر": "إنّ تكريس الأمر الواقع في قطاع غزة من خلال معالجة القضايا الإنسانية والاقتصادية وعزلها عن مستقبل الأراضي الفلسطينية؛ سيشكل محاولة جديدة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية لإحياء صفقة القرن".
وأضاف: "كما أنه سيشكل طوق نجاة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؛ حيث سيستخدمه الأخير في الانتخابات الإسرائيلية الثالثة".
وتابع العوض: "نحن ننظر بعين الريبة والقلق لهذا المسار، مع التأكيد على أهمية معالجة كل القضايا الإنسانية والاقتصادية في سياق المصالحة والوحدة الفلسطينية".
وبالحديث عن شروط وبنود اتفاق "التهدئة" مع الاحتلال، أكّد العوض على أنّ كل الشروط والظروف التي أجريت فيها التفاهمات وضعت قطاع غزّة على طريق الانفصال عن الأراضي الفلسطينية، الأمر الذي سيُوفر فرصة للاحتلال لابتلاع الضفة الغربية بشكلٍ كامل وهو ما يحدث يومياً.
وكشف أنّ إعادة تقييم مسيرات العودة وكسر الحصار يأتي في سياق التفاهمات وليس تعبيرًا عن نضج سياسي، مُوضحًا أنّه كان ينبغي تقييمها من الشهر الأول بشكلٍ جيد، وعدم وضعها على طاولة المساومة تحت إطار ما يُسمى بـ"التفاهمات"، وفق حديثه.
وبشأن إمكانية إبرام اتفاق "تهدئة" بمعزل عن منظمة التحرير الفلسطينية، شدّد العوض على تحفظه واعتراضه على افتتاح طريق للتفاوض حول التفاهمات بمعزل عن التمثيل الفلسطيني الموحد.
ولفت إلى أنّ أحد أهداف ضرب التمثيل الفلسطيني الموحد، هو أنّ تفتح قنوات جانبية شاركت مع هذا الفصيل أو ذاك؛ لتفتيت الأهداف الوطنية، مُحذّراً في ذات الوقت من مخاطره على مجمل المشروع الوطني والقضية الفلسطينية.
وختم العوض حديثه، بالقول: "ينبغي أنّ يكون قطاع غزة رافعة للمشروع الوطني وجزء منه، وعدم سلوكه طريقاً أخراً يُمكن أنّ يؤدي لتحويل الانقسام إلى انفصال".
وكانت مصادر محلية قد كشفت، أنّ سلطات الاحتلال الإسرائيلي قررت منح تسهيلات جديدة لقطاع غزّة، اعتباراً من صباح اليوم الإثنين، مُبيّنةً أنّ سلطات الاحتلال ستسمح بإدخال إطارات المركبات " الكوشوك" والموافقة على إدخال باصات التنقل وقوارب الصيد للقطاع، بالإضافة إلى السماح بتصدير 600 طن فراولة لإسرائيل، وتصدير المزيد من المنتجات الزراعية والموافقة على شراء الأسمدة الكيماوية الخاصة بالزراعة.
يُذكر أنّ المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية " الكابنيت" ناقش أمس الأحد، ملف التهدئة مع قطاع غزّة، حيث أكّدت القناة 13 العبرية، على أنّ "الكابنيت" سيعقد اجتماعاً جديداً يوم الأربعاء المقبل لمواصلة النقاشات حول موضوع التهدئة بغزّة.