أين ميدان المعركة؟

محللون إسرائيليون: هكذا سيكون رد إيران على اغتيال قاسم سليماني!

سليماني
حجم الخط

ترجمة - وكالة خبر

توقع محللون إسرائيليون، اليوم الجمعة، أن يكون رد إيران على اغتيال قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني؛ "عنيفًا.. لكن دون إشعال حرب".

وقال المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" العبرية، عاموس هرئيل: "إن ردًا إيرانيًا عنيفًا سيأتي، ويمكن أن يستمر فترة طويلة وأن يمتد على جبهات كثيرة، وهذا الاغتيال يقرب الولايات المتحدة وإيران إلى حرب لا تريدها كلتا الدولتين في الحقيقة، وهذا سيكون صدامًا وجهًا لوجه وقد يورط إسرائيل أيضًا".

ووصف هرئيل، القرار الأميركي باغتيال سليماني، بـ"الرهان على الرصيد الشرق أوسطي كله"، معتبرًا أن هذا الاغتيال أصاب نقطة إيرانية حساسة". 

ووفقًا للمحلل الإسرائيلي، فإن "سليماني هو الرجل الذي تحتل أهميته الرمزية والفعلية بالنسبة للنظام المرتبة الثانية بعد الزعيم الروحاني، علي خامنئي". 

وقال هرئيل: "إن يدي سليماني ملطختان بدماء كثيرة... والتدخل الإيراني في الحروب في سورية والعراق واليمن، ساهم في موت عشرات آلاف الأشخاص، وكان سليماني رأس الحربة في هذا المجهود، ومكانته كانت أهم من صفة منصبه"، مضيفًا: "هناك من اعتبره قائدًا مستقبليًا لإيران، وأجهزة الاستخبارات في الغرب، وكذلك الصحافة العالمية، انشغلت به بشكل مكثف، والمستوى السياسي، في إسرائيل والولايات المتحدة". وفق قوله.

وذكر محلل "هآرتس"، أن نقاشات عديدة دارت حول اغتيال سليماني، وتحسبت أجهزة الاستخبارات من نتائج ذلك، لافتًا إلى أن إحدى هذه النقاشات كانت بين الأميركيين والإسرائيليين، عندما اغتالت الأخيرة القائد العسكري لحزب الله، عماد مغنية، وكان سليماني برفقته وحتى أنه أوصله إلى سيارته قبل تفجيرها، واقترحت "إسرائيل" آنذاك اغتيال كلاهما معا، إلا أن الولايات المتحدة وضعت "فيتو" على ذلك.  

وتابع هرئيل: "إن إسرائيل ساهمت في تصعيد الاحتكاك، من خلال سلسلة هجمات جوية، نُسبت لها، ضد الميليشيات الشيعية في الصيف الأخير، وبعضها في غرب العراق وأخرى في شرق سورية، وصعّدت هذه الهجمات التوتر بين الحكومة في بغداد وبين الأميركيين، وإثر ذلك تعالت مبادرة لطرد القوات الأميركية في البرلمان العراقي، وعلى الأرجح أن يبحثوا هذه المبادرة مجددًا الآن".

ورأى هرئيل، أن الرد الإيراني الأولي سيكون قريب، متوقعًا أن يكون ميدان المعركة المطلوب في العراق وسيركز على أهداف أميركية بالتأكيد، وقد تتلقى السعودية ضربات أيضًا.

وتسائل: "السؤال المقلق، بالنسبة لإسرائيل، هو هل ستحاول إيران إدخالها بواسطة عمليات انتقامية... وفي الأيام المقبلة سيتهم الإيرانيون إسرائيل بالضلوع في الاغتيال"، مستطردًا: إ"ذ لا يمر أسبوع دون أن يهدد مسؤول إسرائيلي إيران، أو أن تكشف وسائل إعلام إسرائيلية تفاصيل جديدة عن عمليات إسرائيلية سرية ضد المصالح الإيرانية في المنطقة".

ولفت هرئيل إلى أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، سيتلقى المديح على الاغتيال، مستدركًا: "لكن الإدارة الحالية لم تثبت مثابرة وتخطيط في سياستها الخارجية. والرئيس نفسه تذبذب وتردد أكثر من مرة. وثمة شك فيما إذا كان سيقدم على خطوته الحالية لولا إصرار الإيرانيين على مواصلة تحدي صبر الأميركيين".

وأردف: "بعد ثلاث سنوات في البيت الأبيض، يواجه ترامب أول أزماته الكبرى في مجال السياسة الخارجية، ومع كل التقدير للخطوة الهجومية التي نفذها الرئيس ضد أكبر تهديد في الشرق الأوسط، فإنه بالإمكان القول أنه كنا سنكون هادئين أكثر لو تواجد الآن في الغرفة البيضوية شخص متزن ومجرب أكثر". وفق تعبيره.

وأعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، فجر اليوم، مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، خلال غارة أمريكية استهدفته في العاصمة العراقية بغداد.