بيـبـي يحــيــط الفقاعــــة الإسرائيلــيـة بالجــــدران !

6_13867_3117
حجم الخط

يوم الجمعة الماضي عملت الصيدليات في الدولة ساعات اضافية: من الصباح حتى المساء وهي تقدم محارم الورق لجموع الاسرائيليين ممن ذرفوا الدموع بلا انقطاع أمام السلوك المخزي لرئيس الوزراء نتنياهو تجاه واحد من وزرائه، الذي كان مواليا له في موضوع مصلحة البث العام وقد القى به الى الكلاب. وقد انفطر القلب للحظات قليلة فقط- حتى لا نبالغ- لمرأى وزير مهان، كان موضع هزء.
من يعتقد بالفعل ان هذا ما حصل، لم يتعلم على جلدته ما هي السياسة ومن هم السياسيون في اسرائيل – وليس فقط في اسرائيل. فالوزير ذاته نسي منذ زمن بعيد الاهانة. ورئيس الوزراء؟ سافر منذ الان بعيدا عن هناك. كان له منذئذ 150 قرارا مهما الى هذا الحد أو ذاك و «ليس له رأس» كي يبكي مع الرفيق المخلص او ان يعتذر له. ما الدعوى؟ من هو ذاك الوزير الذي تهذر السكرتيرة كل اليوم له «سيدي الوزير»، «سيدي الوزير»؟
السياسة في كل مكان، وفي الجيل الاخير بالتأكيد في اسرائيل ايضا، هي تجسيد الوحشية على وجه الارض. ولشدة الاسف، فان السياسي الجيد هو من يفكر فقط بنفسه وبمصلحته ويترك رفاقه الافضل لمصيرهم جرحى أو قتلى عل طول الطريق. ليس لديه بديل آخر. اذا لم يمس بالاخرين فانهم سيمسون به. وقد وصل الى سمو مكانته فقط بعد أن مس بكل الاخرين، وهو مقتنع 24 ساعة في اليوم بان الخصوم السياسيين بالتأكيد، ايضا الاصدقاء والرفاق المقربون، يكمنون له ولمكانته كي يحطموا رأسه.
هذا ايضا هو السبب الذي يجعل السياسيين لا يتأثرون، مثلا، لصورة طفل ميت على شاطئ البحر فقط كونهم اغلقوا أبواب دولتهم. سنقدم لهم تخفيضا: هم يتأثرون قليلا. فهم على أي حال بشر. ولكن سرعان ما يصحون ويفهمون بانه في ضوء ما يجري قد يضطرون الى فتح بوابات بلدانهم على مصراعيها امام جموع اللاجئين، ولكن عندما تهدأ العاصفة سيعودون الى القيود والى الارقام الصغيرة، التي في اسرائيل الصغيرة تبدو رائعة.
الزعماء السياسيون ملزمون، هكذا حقا، بان يكونوا وحشيين. مهاجرون يموتون في قلب البحر؟ ارواح الرضع تلفظ؟ يقدر أنه في الحرب العالمية الثانية قضى نحو 64 مليون نسمة نحبهم . حسنا فماذا في ذلك؟
اوروبا لن تصمد ولا تريد أن تصمد امام ضغط المهاجرين. فالسياسيون والزعماء يرون الملايين يدقون بوابات بلدانهم، يفهمون التغييرات الكاسحة المرتقبة لدولهم – ولن يسمحوا بهذا أن يحصل. في هذه المرحلة يحاولون أن يقتلوا البعوض بدلاً من أن يجففوا المستنقع، ولكن الحل يوجد في البلدان الأصلية للاجئين – هناك ينبغي المساعدة، واذا كانت حاجة للقتال ايضا. من جهة أخرى، هؤلاء الزعماء يعرفون ايضا بان من الافضل لهم ألف لاجيء سوري غرقوا في البحر من جندي قتيل واحد لهم في بلاد بعيدة في الشرق الاوسط.
مع كل الاحترام، بنيامين نتنياهو ليس افضل أو اسوأ من كل هؤلاء الزعماء. وهو يبني الان جدرانا حولنا كي يقتل ملايين البعوض. اما المستنقع فسيبقيه في الخارج، وهكذا، دولة اسرائيل ستكون محوطة بالجدار ونحن سنعيش في داخل فقاعة كبرى. والا ماذا؟ مصير الفقاقيع ان تنفجر ذات يوم. نتنياهو يصلي، يؤمن ويأمل الا يحصل هذا في ورديته. وعن هذا قيل: الحزبي يفكر بالانتخابات التالية. أما السياسي فيفكر بالجيل التالي.

عن «يديعوت»