"فتحنا صفحة جديدة مع السعودية"، تصريح بارز أدلى به رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل بشكل متكرر مؤخراً، دون أن يوضح تفاصيله أو سياقه.
فقد قال مشعل في أغسطس/ آب الماضي، إن المملكة العربية السعودية تمثل دولة إقليمية مهمة ومحورية في المنطقة العربية، مبيناً أنه "في زيارتنا الأخيرة للملكة فتحنا صفحة جديدة معها، ويجري العمل حالياً للبناء على ذلك".
وقبل يومين أطلق مشعل التصريح ذاته في خطاب له، وقال: إن "المسؤولين السعوديين يعرفون ماذا جرى خلال لقاءاتنا الأخيرة". فماذا يعني فتح صفحة جديدة من العلاقات، وهل كانت العلاقات منقطعة سابقاً حتى يتم فتحها من جديد؟
- اتفاق مكة
يُجيب على ذلك القيادي البارز في حركة حماس أحمد يوسف، قائلاً: "إن القطيعة كانت موجودة فعلاً بعد إخفاق حكومة الوحدة التي تم التوافق عليها بالسعودية فيما عُرف باتفاق مكة".
ويتابع "بعد فشل حكومة الوحدة آنذاك، لم يعد هناك تواصل بين حماس وقيادة المملكة في زمن الملك عبد الله بن عبد العزيز"، مؤكداً على أنه "الآن أصبح هناك خط تواصل من جديد".
وتم التوصل إلى "اتفاق مكة"، بين حركتي فتح وحماس، برعاية العاهل السعودي الراحل، الملك عبد الله بن عبد العزيز، في 8 فبراير/ شباط 2007، وأسفر عن تشكيل حكومة وحدة وطنية، لكنه سرعان ما انهار بعد عدة شهور إثر عودة الاشتباكات المسلحة التي انتهت بسيطرة حركة حماس على قطاع غزة.
ولم تعد أبواب السعودية مغلقة في وجه حركة حماس، وفقاً ليوسف الذي يوضح: "نأمل أن يتم البناء من المملكة على ذلك بالتخفيف من الحصار على حركة حماس وقطاع غزة، وبتحسين علاقتنا مع مصر".
وبشأن المصالحة الداخلية، أبدى يوسف استعداد حركته لعقد مناقشاتها في السعودية أو أي دولة عربية، مبيناً أن "حماس تواصلت مؤخراً مع كثير من الدول العربية والإسلامية لإيقاف خطوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لعقد المجلس الوطني، وهو ما حدث فعلاً".
وكان محمود الزهار القيادي البارز في حركة حماس، قال في مايو/ أيار الماضي: "إن حركته تدعم العمل لصياغة اتفاق "مكة 2" لتحقيق المصالحة الفلسطينية، وترحب بموقف السعودية أو أي موقف عربي يعزز تطبيق كافة بنود إنهاء الانقسام".
وأضاف في مقابلة مع قناة الجزيرة آنذاك: "ندعو السعودية إلى جمع حركتي حماس وفتح مجدداً والعمل من أجل صياغة اتفاق مكة 2 شريطة تشكيل لجنة عربية لمراقبة تطبيق تنفيذ بنود الاتفاق وتحميل الطرف المعطل المسؤولية عن ذلك بهدف تحقيق الغاية من الاتفاق".
وكان إسماعيل هنية، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، قد كشف لأول مرة عن مساعٍ تبذلها السعودية للتوصل إلى اتفاق جديد لتحقيق المصالحة الفلسطينية، وإنهاء الانقسام بين حركتي "فتح" و"حماس".
ومن المقرر أن يتوجه خالد مشعل، منتصف الشهر الحالي إلى السعودية؛ للقاء العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز. وكان مشعل، اختتم زيارة وفد حماس للملكة العربية السعودية، في يوليو/ تموز الماضي، التي استمرت لأيام فقط، توجت بلقاءات مكثفة مع المسؤولين السعوديين وعلى رأسهم العاهل السعودي، وولي عهده، الأمير محمد بن نايف، وولي ولي عهده، الأمير محمد بن سلمان.