إسرائيل تذبح السلام ونحن نصّرح

حجم الخط

بقلم : ابراهيم دعيبس

 

لم يعد هناك أي شك لدى كل العقلاء ان اسرائيل تذبح يوميا كل فرص وامكانيات السلام ولا تترك أي مجال للحوار والمفاوضات وحتى مجرد الحديث عن السلام.

الاستيطان بلا توقف ومصادرة الارض مستمرة وهدم المنازل بلا حدود. وآخر هذه الممارسات قرار وزير الجيش الاسرائيلي بتعيين مسؤول للعمل ميدانيا على ما أسموه «فرض السيادة» الاسرائيلية على المنطقة (سي )التي تشكل الجزء.

الأكبر من بقية الضفة، وبالقدس، خاصة لمن يعيش بالمدينة المقدسة، أعمال الاستيطان والتهويد مرعبة بشكل غير طبيعي، وفي كل يوم يرى من بالقدس الونشات والرافعات تملأ المناطق وهي تساهم في البناء الاستيطاني، وتمتلىء الاسواق بالمستوطنين الذين يعربدون بالشوارع .. والحديث عن اقتحامات الحرم القدسي يومي ويتسع.

وهذا ليس تشاؤما باي شكل من الاشكال، وانما هو محاولة لقراءة الواقع على حقيقته وايصال رسالة لمن يقرأ والى كل الذين ينامون فوق اوهام السلام والحلول، مفادها ان اسرائيل تذبح السلام يوميا وان فرص التسوية بأي شكل من الاشكال، قد انتهت وتلاشت، واكرر القول انه لولا الوجود السكاني الفلسطيني لاعلنت اسرائيل رسميا عن ضم كل الضفة، لان هذا الوجود هو الشوكة الوحيدة الباقية في حلق الاحتلال وغطرسته وأطماعه.

وفي هذا السياق حبذا لو يتوقف من يعنيهم الأمر عن اجتراء التصريحات والبيانات الجوفاء التي لم يعد أحد يستمع اليها وعلى العكس فانها تثير الاستفزاز في حالات كثيرة لأنها بعيدة عن الواقع واقرب الى الوهم والركض وراء السراب، وقد تكررت خلال عشرات السنين.

غني عن القول ان العالم العربي يغرق في شؤونه وكوارثه الداخلية، ولم تعد القضية الفلسطينية ذات اهمية في جدول الاعمال ولا عاد مصير الشعب الفلسطيني يثير اية مشاعر، خاصة بعد كارثة الانقسام وتداعياتها السوداء.

السؤال الاساسي كيف نواجه هذا الوضع. والجواب ليس سهلا ولا بسيطا، ولكن لا بد من العمل.

واعتقد ان القيادي بالجبهة الشعبية غازي الصوراني كان موفقا وصاحب رؤيا ثاقبة حيث دعا الى تأسيس بديل وطني ديمقراطي والانتقال من المستوى الفصائلي الى المستوى الوطني الشامل، بمشاركة كل فصائل وقوى العمل السياسي وتجاوز الانقسام وخلافات فتح وحماس.

ختاما يصح القول ايها النائمون فوق السراب والمصالح الشخصية استيقظوا وواجهوا التحديات المصيرية، فهل يستمع من يعنيهم الامر ام يصح القول لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي ...؟!

الانتخابات .. والتصريحات !!

خلال اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير قال الرئيس ابو مازن مصممون على اجراء الانتخابات بأسرع وقت. وهذا كلام جميل وايجابي، ولكن الرئيس ينسف كلامه من حيث التنفيذ بالتشديد على »اجراء الانتخابات تصويتا وترشيحا داخل القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين».

والمعروف ان اسرائيل ترفض، حتى اللحظة، اجراء اية انتخابات داخل القدس الشرقية على خلاف ما حدث بالمرات السابقة. وهكذا تدخل الانتخابات في دوامة التناقضات وتصبح مجرد مطلب غير قابل للتنفيذ، ولا ضرورة لتكرار الحديث عنها، علما بأن كل المؤسسات التشريعية والرئاسية قد انتهى مفعولها منذ سنوات!!

العرب .. والامم المتحدة

لا صوت ولا نفوذ ولا رأي ولا قيمة ولا تأثير لمن لا يملك القوة بكل ابعادها العسكرية والاقتصادية والعلمية والسياسية والجغرافية وغير ذلك وفوق ذلك لمن لا يملك الفعل والارادة والتفكير .

نحن العرب نملك عوامل كثيرة لمصادر القوة كالموقع الجغرافي والعدد السكاني والموارد الاقتصادية الهائلة من النفط والغاز، ولكننا كقيادات نفتقد التفكير القومي الصحيح ونفتقد روح التعاون والديمقراطية وعقلية انا اولا واخيرا ولا احد غيري ولا بديل لي، وهكذا صرنا مرتعا لكل القوى المسيطرة والمفكرة، وصارت اسرائيل وتعداد اليهود كلهم بالعالم بعدد سكان القاهرة، هي صاحبة النفوذ والسيطرة.

وكانت آخر المهازل العربية ان ثلاث دول لم تدفع ما عليها من مستحقات للامم المتحدة، فقدت حقها بالتصويت. وهذه فضيحة بجلاجل كما يقال، وكانت من أسوأ الحالات والاولى ان تبادر هذه الدول الى اغلاق هذا الملف الاسود.

أميركا والعراق

أتخذ البرلمان العراقي قرارا يطالب بضرورة انسحاب كل القوى الاجنبية من البلاد، وبعدها اتصل وزير خارجية العراق بنظيره الاميركي لبحث الموضوع. وكان الرد الاميركي غريبا عجيبا حيث اكدت واشنطن انها لن تسحب قواتها ابدا ولن تستجيب للطلب وستظل في قواعدها وان كانت ستتحول من دولة شريكة مع العراق الى دولة احتلال لبلاد الرافدين، هكذا بكل سخرية وقلة حياء وعدم احترام «واللي مش عاجبه يشرب من المياه الكثيرة حوله»!!