بعد الحديث عن استياء مصري

تحليل: احتمالات عودة هنية إلى غزة بعد مشاركته في تشييع سليماني؟!

هنية
حجم الخط

غزة - خاص وكالة خبر - مي أبو حسنين

منذ مشاركة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في تشييع قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني "قاسم سليماني" في طهران عقب اغتياله قبل نحو أسبوع باستهداف أمريكي لمركبته في مطار بغداد، لم تنقطع حالة الجدل داخل الأوساط الفلسطينية والإقليمية حول إمكانية عودته إلى قطاع غزّة من عدمه، وذلك في ظل الحديث عن استياء مصري من هذه المشاركة.

وبحسب "أسوشييتد برس" فإنّ زيارة هنية لإيران جاءت مفاجئة، حيث سمحت له مصر بالسفر في ديسمبر/ كانون الأول في أول جولة إقليمية له منذ انتخابه عام 2017 لقيادة حماس شريطة عدم زيارة إيران، وفقًا لتقارير وسائل الإعلام العربية والإسرائيلية.

وكانت حماس، قد أعلنت الأحد الماضي، أنّ إسماعيل هنية اتصل هاتفياً بوزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، وقدم العزاء في اغتيال سليماني، وأشاد بدور سليماني في دعم المقاومة.

شائعات المنع والعودة

قال الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب، إنّ "عرقلة عودة هنية بعد مشاركته في تشييع سليماني مرتبط بجملة الترتيبات التي عُقدت بين حركة حماس ومصر مؤخراً"، مُشيراً إلى أنّ شائعات وأخبار كثيرة تم تداولها بأنّ مصر اشترطت على هنية عدم زيارة أنقرة وطهران.

من جهته، استبعد الكاتب والمحلل السياسي المقرب من حماس، مصطفى الصواف، أنً تُعرقل مصر عودة هنية إلى غزّة؛ مُرجحاً عودته بعد الانتهاء من برنامجه، حيث سيُقرر العودة وفق ما هو مرتب له دون أي اعتراض أو منع؛ لأنّ الملف خاص بحماس وعلاقتها بالآخرين.

وأضاف حبيب خلال حديثه لوكالة "خبر": "ربما تكون الأخبار التي تحدثت عن فرض شروط على هنية غير دقيقة"، مُوضحاً أنّه لا يُمكن التحقق منها إلا من خلال مصادر موثوقة؛ وبالتالي تتداول وسائل الإعلام ملف احتمالات عودة هنية إلى قطاع غزّة.

علاقات ومصالح مشتركة

بيّن الصواف خلال حديثه لمراسلة "خبر" أنّ العلاقات بين مصر وحماس تسير بشكل طبيعي، لذلك من المستبعد أنّ تفرض مصر على غزة أي عقوبات بسبب مشاركة هنية في جنازة سليماني، لافتاً إلى أنّه كان من الطبيعي أنّ تُشارك حماس بها بحكم العلاقة بين الطرفين.

واتفق حبيب مع سابقه باستبعاد أنّ تفرض القاهرة "عقوبات" على حماس، وذلك بسبب المصالح المشتركة ورغبة مصر في استمرار حالة الهدوء في قطاع غزّة وتوطيد التعاون بين القطاع والدولة المصرية، مُبيّناً أنّ جملة التسهيلات التي تُقدمها مصر لغزّة تعود إلى عدة عوامل أهمها جانب طبيعة الجوار والعلاقات الإنسانية والاقتصادية بين الطرفين، وأيضاً الحفاظ على الأمن المصري وارتباطه بالأمن الفلسطيني.

في الداخل أم الخارج

وبالحديث عن أفضلية وجود رئيس المكتب السياسي لحماس في الخارج، رأى حبيب أنّ "هنية ليس في وارده العودة إلى قطاع غزّة؛ باعتباره رئيسًا للحركة ومن المفترض أنّ يكون قائداً لكل الحركة في قطاع غزّة والضفة الغربية والخارج"، مُوضحاً أنّ وجوده في غزّة يفرض قيوداً على حركته، خاصة في ظل وجود السيد يحيى السنوار كقائد للحركة في القطاع.

واختلف الصواف مع سابقه، بأنّ وجود قيادة حماس في أي مكان لا يؤثر على الحركة، ولذلك فإنّ مقر هنية هو الداخل وعودته للقطاع حتمية سواء مكث عدة شهور أو أقل، لافتاً في ذات الوقت إلى أنّ المسألة تعود لتقديرات الحركة، مع التأكيد على أنّ قائد حماس في الداخل أو الخارج لا يعمل بمفرده، بل وفقاً لمبدأ الشورى.

حماس و"محور المقاومة"

وفيما يتعلق بحسم حماس خيارها بالاصطفاف حول ما اصطلح تسميته بـ"محور المقاومة"، أوضح الصواف أنّ حماس لا تخطط للاصطفاف باتجاه محور ما؛ بل تصطف مع من يقدم الدعم للشعب الفلسطيني ومقاومته، أين كان فلسطينيًا أو عربيًا أو إسلاميًا أو دوليًا.

واعتبر حبيب أنّه "من الوفاء الوقوف إلى جانب الثورة الإسلامية التي دعمت الشعب الفلسطيني منذ قيامها عام 1979، في ظل التآمر الدولي الذي تواجهه، بصرف النظر عما يسمى بمحور المقاومة"، مُضيفاً: "شعبنا وفي لمن يقف معه في ظل تراجع نصرة القضية الفلسطينية؛ لكّن ذلك لا يمنع من تسجيل ملاحظات عديدة على النظام الإيراني".