سلَّطت صحيفة "ديلي تليغراف" البريطانية، الضوء على خلافاتٍ متصاعدة بين الرئيس الإيراني حسن روحاني من جهة، والحرس الثوري الإيراني من جهةٍ أخرى.
وأشارت الصحيفة في مقال لها صدر اليوم الثلاثاء، تحت عنوان "التوتر بين الرئيس روحاني والحرس الثوري الإيراني يخرج إلى العلن"، إلى أن مكتب روحاني اتهم الحرس الثوري بخداعهم حول إسقاط الطائرة الأوكرانية.
ولفتت إلى تسجيل، سربه موقع الذي نشره موقع "بيك نت" الإيراني المعارض، أظهر من خلاله فيه قائد بارز في الحرس الثوري، لم يكشف عن اسمه، يتحدث في غرفة مليئة بالضباط مطالبا إياهم بامتصاص الغضبة السياسية، ويشكو في الوقت نفسه من أن حكومة روحاني تركتهم عرضة للغضب الشعبي بسبب إسقاط الطائرة الأوكرانية.
وقال "البيان الصادر عن الحكومة والذي أقر فيه سبب تحطم الطائرة كان مشينا". "لا ينبغي أن يكون البيان قد ألقى باللوم على الحرس الثوري بأكمله وكان يمكن أن يقول لتوه إنه كان خطأ من شخص واحد."
وأضاف أن الحكومة كان من الممكن أن تنتظر "شهرين أو ثلاثة أشهر" قبل الإعلان عن السبب الحقيقي للتحطم للسماح للحرس بمزيد من الوقت للاستمتاع بدعم شعبي بعد مقتل قاسم سليماني وإطلاق الصواريخ على الولايات المتحدة. القوات في العراق.
وأوضح أن إدارة روحاني فشلت في إظهار الامتنان للحرس الثوري لسحقه الاحتجاجات المناهضة للحكومة في أواخر العام الماضي. قُتل عدة مئات من المدنيين، ربما ما يصل إلى ألف، خلال الحملة.
وقال التقرير إنه "مع اليوم الثالث من المظاهرات في مختلف المدن الإيرانية، بدا واضحا أن روحاني يوجّه الغضب الشعبي باتجاه أكثر أعدائه تشددا في الحرس الثوري".
وأشار إلى أن التوتر بين حكومة روحاني "المعتدلة نسبيا" والحرس الثوري "الأكثر تشددا" يتصاعد منذ سنوات، حيث دعا روحاني إلى استخدام الدبلوماسية مع الغرب، فيما يخالف قادة الحرس هذا التوجه.
يشار إلى أن وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، سبق وهدد بالاستقالة العام الماضي بعد قيام قاسم سليماني بدوره في اجتماع مع الرئيس السوري بشار الأسد.
وأوضح التقرير أن العلاقات بين الطرفين تشهد توترا خاصا في ظل الغضب الشعبي المتزايد حول إسقاط الطائرة الأوكرانية، ومع اقتراب موعد الانتخابات والمرتقبة في شباط المقبل.
وقال: "كانت احتجاجات نوفمبر سببتها حكومة روحاني، لكن الحرس الثوري ضحى بنفسه وخمدها، لكن هذه المرة الحكومة سلبية للغاية في مواجهة الهجمات على الحرس الثوري".
كما استقالت مذيعة التلفزيون الحكومي الإيراني غيلار جباري، من منصبها وسط الغضب الشديد. وقالت "كان من الصعب للغاية بالنسبة لي أن أصدق قتل مواطني بلدي. أعتذر عن الكذب عليك على التلفزيون لمدة 13 عامًا".
وأفادت الأنباء بأن اثنين من المتظاهرين قد أصيبا بالرصاص في طهران مساء الأحد، بينما نظم الطلاب احتجاجًا كبيرًا يوم الاثنين في حرم جامعة شريف في طهران ، والذي يُعتبر على نطاق واسع أحد أفضل المؤسسات الأكاديمية في إيران.
وقالت Netblocks ، وهي جماعة تدافع عن حرية الإنترنت، إن شبكة الإنترنت يبدو أنها معزولة جزئيًا في جامعة شريف، فيما يبدو أنه محاولة من جانب السلطات لوقف أنباء انتشار الاحتجاجات.