بقلم: د. صلاح الوادية

لماذا نرفض صفقة القرن؟

صلاح الوادية
حجم الخط

غزّة - وكالة خبر

منذ عام 1250 قبل الميلاد بدأ غزو بني اسرائيل لفلسطين وانتهى ثم أحتلها الأشوريين والبابليين والمقدونيين والفراعنة والمكابيين والرومانيين والبيزنطيين ثم حكمها من العرب الأمويين والعباسيين والفاطميين ثم احتلها مرة أخرى السلاجقة والصليبيين وحكمها العثمانيين ثم احتلها البريطانيين ثم الصهيونيين.

عشرات الأمم احتلت وحكمت فلسطين على مر العصور وعلى مدار 3500 عام من الاحتلال لم تنتهي القضية الفلسطينية ولم ينتهي ولم يندثر الشعب الفلسطيني، صبروا وصمدوا وجاعوا واستشهدوا وتشردوا وعادوا ثم بنوا عمروا وتكاثروا وزادوا ثم احتلوا وصبروا وصمدوا وووو، الأهم أنهم لم يتنازلوا مرة واحدة عن أرضهم طواعية لأي محتل، وكثير من تلك الأمم حكمت فلسطين أكثر بأضعاف مضاعفة من حكم الصهيونيين وأبشع أيضا ومع ذلك لم يبيعوا ولم يفرطوا ولم ييأسوا، نعم نحن مطحونين ومنهكين ومتعبين ومحرومين ولكن أسلافنا عانوا أكثر مما نعانيه اليوم بمراحل ولم يفرطوا ولو أنهم فرطوا لما وصلت هذه الأرض إلينا، هذا يدعونا للصبر والثبات والصمود وعدم القبول بأي صفقة فيها تنازل عن فلسطين والقدس الشريف حتى لو استمر هذا الاحتلال لأكثر من 1000 عام سيأتي فلسطينيين آخرين من أصلابنا ونسلنا وسيحررون فلسطين كل فلسطين وسيرحل هذا المحتل الغاشم، مطلوب منا الثبات فترامب بضع سنوات وسيرحل هو وصفقته ونتنياهو سينتهي قريبا وستبقى القدس، كل المطلوب من السلطة ومن حماس في هذا الوقت العصيب أن ينهوا معاناة الناس ويعززوا صمودهم ويقفلوا صفحة الانقسام مرة وإلى الأبد فلم يعد مبررا لهم بالمطلق استمرار هذا الانقسام ولم يعد مبررا مطلقا استمرار العقوبات على غزة ولم يعد مبررا لأحد أن ينتصر لذاته على حساب الوطن، هذه لحظة تاريخية من يأخذ موقفا وطنيا جادا وفعليا سيجل له التاريخ ذلك ومن يتهاون ويمد في عمر الانقسام ومن يوافق أو يفرط سيسجل له التاريخ ذلك، فلسطين ستبقى فلسطين والقدس ستبقى لفلسطين وللشعب الفلسطيني، حتى لو قبل العالم كله بصفقة ترامب الأحمق والشعب الفلسطيني بقيادته لم يقبل فلن تمر الصفقة وستكون مجرد حبر على ورق، كل القوى التي تناوبت على احتلال وحكم فلسطين رحلت ونحن بقينا.