لا تستغربوا من طرح هذا الشعار ، فهو عنوان المرحلة وأي مرحلة مرحلة التهافت ومرحلة المصالح ومرحلة من يتلذذوا وهم في حبال مصيدة التاريخ ، كيف لهؤلاء أن يتلذذوا وهم في المصيدة وإن لعبوا فإنهم يلعبوا في قاع الفنجان ويخيل لهم أنهم يلعبون في ميدان واسع وينسوا أنفسهم مع الذكريات والنفوذ والتسلط بدون حسيب ولا رقيب ،ولم يكلف أحد نفسه بان يلتفت لليمين أو اليسار أو الشرق أو الغرب أو يضع نفسه في مركز الدائرة ليرى حبال المصيدة ويتباهى البعض منهم وخاصة زعماء القوم فيهم بأنهم فخورين بهذا المصير وخاصة أنهم لم يذهبوا للمصيدة لوحدهم بل أخذوا معهم شلل ومجموعات من المستزلمين والمصفقين ولم ينظر هؤلاء إلى جموع الشعب والمآسي والجوع والحصار الذي يتعرض له فيكفي أنهم في نعيم المصيدة ويفاوضون من خلال هذه المصيدة .
وإن نظرت لهم لا تستيطع التفسير إلا بتفسير واحد هي ظاهرة البلادة المصاب بها هؤلاء .
عندما نقول لهم سنفضحكم أو تراجعوا أو حاولوا أن تخرجوا من هذه المصيدة ، ينظرون لنا بدهشة ويتسألون ماذا يقول هؤلاء الذين يعيشون في عصر المثالية والتمسك بالحقوق وبالتاريخ وبمستقبل الأبناء ماذا يقول هؤلاء الذين يعيشون بعيدا ً عن عصر العولمة وتعاليمه ومناسكه ، وعندما تواجههم بفسادهم وبأخلاقهم التي ترسل تكاثرها كالفيروسات التي تتلون وتتبدل وبفعل البلادة أصيبت بالمناعة من كل نقد ومن كل ناصح أو متمرد على واقع المصيدة.
في النهاية يقول هؤلاء قولوا ما تريدون ونحن نفعل ما نريد ،فنحن نمتلك جزء من منظومة العولمة ونمتلك القرار ونمتلك المال نحن نستطيع أن نسرق أحلامكم ونسرق واقعكم ونهتك بيوتكم ونخرب مستقبلكم إذا لم تستجيبوا للعب في قاع الفنجان أو رفضتم واقع الوجود في المصيدة والحمد لله أنتم أغبياء أيها الناقدين للعبة المصيدة ، فنحن نعيش في بدخ ونتقنل من فندق إلى أخر ونتمتع بالمهمات التي رصيدها الدولار ومادامت الرباعية الدولية ربنا يطول في عمرها نحن بخير .
من الذي يقول أننا فاسدين أهؤلاء المثالييون الذين تخلفوا عن ركب هذا العصر واملاءات التطبيع ، انهم أغبياء فإملاءات التطبيع جلبت لنا الأموال وجلبت لنا السلطة وجلبت لنا مجموعات الأمن لتحافظ على هذه المنظومة ومن يتسطيع الخروج من الشباك فله العذاب الأليم .
قولوا ما شإتم ونحن نفعل ما نريد في داخل الوطن وخارجه ويكفي أنكم أقصد الشعب الفلسطيني هائمين على وجوهكم بدون سقف تمثيلي أو سقف يهتم بشؤونكم وستبقون هكذا إلى أن تعترفوا قصرا ً بفضائل المصيدة عليكم ، فمن خلال المصيدة ستأكلون وتشربون وبدون ذلك لكم العذاب والحصار والقتل .
قولوا ما شاتم ونحن نفعل ما نريد ، هل لكم من قول غير القول الذي ترددونه من أكثر من عقد ولكننا نحن متجهين إلى نعيم المصيدة فأنتم خارج المصيدة لا غطاء لكم ولا مسؤول عنكم والله يبارك في الرباعية الدولية فهي حاميتنا وحامية منظومتنا ،أما التاريخ والحقوق ووحدة الشعب ووحدة الأرض فليس لنا أمر فيها ولا شأن فيها ،فيكفي أننا نعيش في نعيم المصيدة .