قد يشكو الأطفال الأكبر سنا من الزغللة أو الألم بالعين، أو أنهم لا يرون الأشياء جيداً، بينما لا يستطيع ذلك الطفل الصغير في عمر السنة أو السنتين مثلاً.
فكيف نحمي عيون أبنائنا من ضعف الإبصار؟ يجيب عن تلك الأسئلة د.لؤي مصطفى استشاري طب وجراحة العيون بمستشفى الهلال الحمر بالقاهرة.
هل يختلف ضعف النظر لدى الأطفال عنه عند البالغين أو الكبار؟
يختلف ضعف البصر لدى الأطفال عنه لدى البالغين من حيث الأسباب والعلاج، والنتائج ولكن الجزئية الجوهرية والأهم هي المصطلح المعروف بالكسل أو الخمول، وهو مفهوم موجود فقط عند التحدث عن ضعف النظر لدى الأطفال إلى سن السابعة أو التاسعة على الأكثر، ولفهم هذه الفكرة، لابد من توضيح فكرة أساسية، وهي أن تطور النظر عملية مستمرة على مستوى عصب العين ومركز البصر بالدماغ حتى بعد الولادة، وتستمر إلى سن السابعة أو التاسعة، وأي ضعف نظر خلال هذه المرحلة الحرجة سوف يؤدي إلى خلل في تطور النظر على مستوى مركز البصر في الدماغ، وهذا الخلل لو استمر إلى فترة وإن لم تتجاوز الأسابيع فسوف يؤدي إلى ما يعرف بالكسل أو الخمول، بحيث يستمر ضعف النظر حتى لو أزلنا المسبب الأول لضعف النظر، حيث يكون الدماغ قد تعود على مستوى النظر الضعيف (كسل).
علاج كسل أو خمول النظر
وعلاج هذا الكسل يحتاج إلى تنشيط العين الكسولة بتغطية العين السليمة لفترة معينة، بعد إزالة المسبب الأول لضعف النظر.
وهناك بعض التمارين البسيطة التي يمكنك إجراؤها بالمنزل لطفلك، سواء أكان رضيعاً أم طفلاً كبيراً يمكنه الالتزام بكلامك، وتلك التمارين عبارة عن تحريك أشياء لافتة للنظر أمام عينيه في كل اتجاه، حتى تتحرك عيناه وراء الشيء الذي تحركينه، وتمرين آخر بأن تغمضي له إحدى عينيه بيدك، وتقومي بتدليك الجفن العلوي برفق لمدة ثوانٍ قليلة، وتكرري التدليك من مرتين لثلاث مرات في اليوم لكل عين.
في كثير من الأوقات لا تختلف أمراض العيون لدى الأطفال في جوهرها عن ما لدى الكبار، ولكن تختلف في النسبة، وعلى سبيل المثال، الماء الأبيض سبب رئيس لضعف النظر لدى كبار السن، ولكن ليس كذلك لدى الأطفال، ولكنه لازال سبباً مهماً لضعف البصر.
وعموماً يمكن تقسيم أسباب ضعف النظر لدى الأطفال كالتالي:
- الأخطاء الانكسارية (قصر نظر، طول نظر، الاستجماتزم)، وهو ما يحتاج إلى علاج بالنظارة الطبية.
- الحول، حيث إنه عادة ما يحدث كسل في العين المنحرفة.
- عيوب وأمراض داخل العين، على سبيل المثال، عتامة في القرنية، عتامة في عدسة العين، خلل في الشبكية، وكل هذه قد تكون ناتجة عن إصابات خلقية، التهابات في العين، إصابات.
- أمراض عامة لدى الطفل، وتؤدي إلى ضعف العين، مثلاً، السحايا، نقص الأوكسجين لدى الولادة، أمراض الجهاز العصبي العامة.
- أمراض وراثية في العائلة، علماً بأن هذه الأمراض لا تظهر في جميع الأجيال بالدرجة أو الحدة نفسها، وكذلك فإن ظهور هذه الأمراض الوراثية يتفاوت، فبعضها يظهر عند الولادة، وأخرى تظهر بمرحلة الطفولة، وأخرى عند البلوغ وهكذا.