نتنياهو حاول تخفيف حدة الأزمة مع البيت الأبيض.. ولكن

اسرائيل
حجم الخط
إسرائيل والولايات المتحدة صديقتان. والاكثر من ذلك نحن عائلة واحدة. الخلافات في الرأي داخل العائلة أمر غير جيد، لكننا نبقى عائلة، قال رئيس الحكومة في خطابه، أول من أمس، أمام مؤتمر «ايباك» في واشنطن.
في خطابه بذل جهداً خاصاً لتفنيد التقارير حول وجود ازمة في العلاقات بين الولايات المتحدة واسرائيل وبينه وبين اوباما. فقد أكد نتنياهو تقديره واحترامه لأوباما وأظهر تقديره وشكره لمساعدة اوباما الكبيرة لاسرائيل. وأضاف: «الحديث عن هدم العلاقات بين اسرائيل والولايات المتحدة غير صحيح». رئيس الحكومة استعرض الخلافات وسوء الفهم التي سجلت في العلاقات بين الدولتين منذ انشاء الدولة.
«في العام 1948 عارض مارشال، وزير الخارجية الأميركية، انشاء دولة اسرائيل، لكن بن غوريون لم يُصغ اليه. في العام 1956 حذرت الولايات المتحدة ليفي اشكول من أنه اذا هاجم مصر بصورة منفردة فسيبقى منعزلا، لكنه لم يُصغ للتحذير. في العام 1981 قصف مناحيم بيغن المفاعل النووي العراقي، وفي العام 2002 قرر رئيس الحكومة شارون خوض حرب «السور الواقي». أُذكر بكل ذلك». وأضاف: «رغم الاختلاف في الرأي فإن التحالف بين اسرائيل والولايات المتحدة تعزز مع مرور الزمن».
لم يتغيب أحد عن الجلسة الصباحية الافتتاحية لمؤتمر «ايباك» السنوي اثناء خطاب رئيس الحكومة نتنياهو، القاعة في واشنطن كانت ممتلئة، أكثر من 15 ألف مندوب من نشطاء اللوبي والضيوف ملؤوا القاعة واحتلوا اماكنهم حتى قبل وصول رئيس الحكومة. ظهور نتنياهو كان مؤثرا والاستقبال كان حماسيا وكاسحا، التصفيق كان متوقعا. مناسبة لـ»ايباك» تعتبر الساحة البيتية لنتنياهو، وفقط مركز «الليكود» يستطيع أن ينافسهم على اظهار المحبة له. اللوبي المؤيد لاسرائيل في واشنطن هو منظمة تؤيد بصورة خاصة رئيس حكومة يميني، وبنيامين نتنياهو هو الضيف الكامل الذي يناسب آراء رئيس اللوبي القديم. أيضا التوقيت زاد في هذه المرة الحماسة الجارفة لمندوبي «ايباك» بسبب حضور نتنياهو. لم يكن هناك توقيت مناسب أفضل لاظهار الدعم لرئيس الحكومة الذي يتعرض لانتقاد قاس من البيت الابيض، ومجرد وجوده في واشنطن العاصمة يثير الامتعاض في اوساط زعماء الساحة السياسية المحلية وخصوصا في الساحة الديمقراطية، وعدم الرضا في اوساط شخصيات يهودية في الجالية الكبرى.
هناك شك اذا كان هذا الخطاب في «ايباك» واظهار التقدير لاوباما سيخفف الجو العكر السائد في العلاقات بين الرئيس الأميركي ورئيس الحكومة الاسرائيلي، ليس فقط الاختلاف في الرأي حول الموضوع الايراني هو مصدر التوتر وسبب ازمة الثقة بينهما. قبل وقت من بداية المفاوضات بين الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين وطهران، عندما كان الاتفاق مع ايران يعتبر في نظر واشنطن وحلفائها الاوروبيين هدفا بعيد المنال – كانت العلاقات بين رئيس الحكومة واوباما خالية من تعبيرات الصداقة واعتبرت متوترة. كل لقاء جرى بين اوباما ونتنياهو انطبع في ذاكرتهما كتجربة شخصية غير مريحة، وزادت فقط الشعور بعدم الثقة بينهما.
لقد حاول رئيس الحكومة في خطابه في «ايباك» أن يؤكد أن التحالف بين الدولتين يخص الحزبين المركزيين وأن رؤساء الحزبين تمسكوا بسياسة الدعم والتعاون مع اسرائيل. لم يكن لهذه الاقوال أي احتمال للتخفيف من العداء والامتعاض المتبادل القائم بين الرئيس اوباما ورؤساء الحزب الجمهوري.
عشية ظهور رئيس الحكومة في المؤتمر انتقدت النائبة الديمقراطية ديان فاينستاين من كاليفورنيا بصورة فظة خطاب نتنياهو المرتقب. فاينستاين محسوبة على الجناح اليساري في الحزب الديمقراطي، لكنها نائبة كبيرة ومركزية ولها اعتبارها في الساحة السياسية الأميركية. تحفظها الشديد من ظهور نتنياهو وحقيقة أنها لم تبذل عناءً لاختيار الكلمات المتساهلة للتعبير عن غضبها واعتبارها أن «تفاخر» رئيس الحكومة بتمثيل الشعب اليهودي «وقاحة»، كل ذلك أثبت أنها تعرف جيدا مقدار المعارضة لظهور نتنياهو ليس فقط من قبل زملائها الديمقراطيين بل ايضا من قبل أعدائها الجمهوريين.
في المقابل، وزير الخارجية، جون كيري، قام بتليين موقفه في الايام الاخيرة من خطاب رئيس الحكومة وبذل جهودا من جانبه لخفض لهيب التوتر في العلاقات بين الرئيس اوباما ورئيس الحكومة. يبدو أنه قرر إبقاء احتمال ترميم جهود وساطته بين اسرائيل والفلسطينيين الى ما بعد الانتخابات في اسرائيل.

عن «معاريف»