خطاب نتنياهو يوفر على إسرائيل عملية عسكرية ضد إيران

20150303223909
حجم الخط

هناك لحظات يمكن فيها للشخص أن يشتري عالمه أو يفقده في ساعة واحدة. ويمكن لشعوب أن تشتري أو تفقد عالمها في ساعة واحدة. الدراما التي تحيط بخطاب رئيس الحكومة في الكونغرس هي ذروة عملية طويلة متعبة لمنع التسلح بسلاح الدمار، أي السلاح النووي من قبل ايران. ايران التي في أعقاب أخطاء زعماء الغرب بشكل عام وزعماء الولايات المتحدة بشكل خاص دفعوها الى حضن الاسلام المتطرف. سنة 1979 ستُذكر كسنة حدثت فيها الثورة الكبرى في ايران. بيد أن تلك السنة ستُذكر ايضا كسنة قررت فيها حكومة اسرائيل أن كل الوسائل الدبلوماسية في محاولة منع العراق من امتلاك السلاح النووي، قد نفدت.
مناحيم بيغن اشترى عالمه بقدرته على الرؤية من خلف الضباب، أبعد من الاحاسيس المتبلدة وقدرة التنبؤ لكل القيادة الامنية والسياسية. نائبه يغئال يادين ووزير الامن عيزر وايزمان ورئيس «الموساد» ورئيس جهاز الامن والاستخبارات – كلهم عارضوا العمل ضد المفاعل. رفض العملية العسكرية في حينه جاء من تسريب شمعون بيريس، الذي كتب في البطاقة المشهورة لبيغن: سنكون مثل العرعر في البادية. النهاية معروفة – مختلفة تماما. بعد حظر اقتصادي لمدة نصف سنة على تزويدنا بالطائرات الحربية، وقعت مذكرة تفاهم استراتيجي مع الولايات المتحدة تضع اسرائيل في مكانة قريبة جدا من عضو في «الناتو» في تلك الايام.
في التسعينيات اشار نتنياهو الى امكانية أن تصبح ايران تملك السلاح النووي. لم يكن هو الاول ولم يكن ذلك سرا. ايران بدأت استعدادها للتسلح بسلاح كهذا حتى في ايام كانت علاقاتها قوية مع اسرائيل. مرت السنين والرئيس الايراني السابق، الذي هو اليوم رئيس مجلس صيانة مصالح النظام في ايران، علي رفسنجاني، أعلن في العام 2000: «صحيح، يستطيع الصهاينة أن يتسببوا لنا بضرر كبير، لكن تكفي قنبلة واحدة من اجل تصفية اسرائيل». الامر المميز في هذا التصريح، الذي جاء مثله الكثير من التصريحات في السنين التالية، هو التحليل المنطقي للوقائع. زعماء إيران عرفوا جيدا زعماء الغرب، لهذا استمروا في البرنامج النووي رغم تكلفته الباهظة، ورغم الوضع الداخلي الايراني. هدف ايران واضح.
اضافة الى ذلك فإن الافتراض الاساسي هو أنه اذا هوجمت اسرائيل بالسلاح النووي فستكون لديها القدرة على الرد بـ»ضربة ثانية». الخطأ، حسب رأيي، في هذا الاعتقاد يرتبط بالسياسة التضليلية المتواصلة منذ عشرات السنين. وذلك بسبب أن قدرة الردع الاسرائيلية في مجال الذرة، أي التضليل بشأن وجود سلاح من هذا النوع في اسرائيل، لا تنجح في امتحان الواقع. والدليل على ذلك هو التصريحات والتجسيد الفعلي للقدرة النووية الايرانية. في مقدمة الكتاب المشهور لشلومو نكدمون «تموز في اللهب»، يصف السيناريو الذي يتحرك فيه صاروخ نووي باتجاه اسرائيل، ويُجرى فيه نقاش في المجلس الوزاري حيث يكون جالسا في ملجأ ويناقشون فيه هل يجب الرد. هذا سيناريو ليس متخيلا. اسرائيل دولة صغيرة بقدر سن قلم الرصاص (ولمن نسي ذلك بدون «يهودا» و»السامرة») 22 ألف كم مربع، وأغلبية سكانها تتركز في الساحل.
اسرائيل لا تستطيع تحمل خطأ نووي، مهما كان صغيرا. بناءً على ذلك اذا فشلت الجهود الدبلوماسية - لا سمح الله - فعلى اسرائيل مهاجمة ايران. خطاب رئيس الحكومة يمكنه أن يوفر علينا العملية العسكرية.

عن «إسرائيل اليوم»