قال مدير مركز الاستشارات الدولية في حيفا، وديع أبو نصار، إنّ "تقدم القائمة العربية في انتخابات الكنيست خلال جولته الثالثة في غضون عام، يُعد إنجازًا تاريخيًا يحدث للمرة الأولى؛ لأنّ القائمة كانت تحصل في السابق على 13 مقعداً بالحد الأقصى، ولكنّ في هذه الانتخابات حصلت على مقعدين إضافيين".
وأضاف أبو نصار في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": أنّ "نسبة تمثيل العرب في الانتخابات تُقدر بـ17%، الأمر الذي يؤهلهم للحصول على مقاعد أكثر، ولكنّ انخفاض نسبة التصويت مقارنةً باليهود المُتزمتين حالت دون ذلك".
وأرجع انخفاض نسبة التصويت إلى ثلاثة أسباب، أولاً عقائدية حيث إنّ حوالي 30% من العرب في الداخل يُقاطعون الانتخابات بحجة أنّ "الكنيست" مؤسسة صهيونية، وثانيًا أنّ البعض الآخر يتقاعس عن التصويت، وثالثًا هو عدم اقتناع البعض بما تقدمه القائمة العربية من أحزاب.
وبحسب صحيفة "هآرتس" العبرية، فإنّ القائمة العربية المشتركة حصلت (15) مقعداً في انتخابات الكنيست بعد فرز (90%) من الأصوات، فيما حصل حزب "الليكود" على (36) مقعدًا، وحزب "أزرق أبيض" (32) مقعدًا.
كما حصل حزب "شاس" على (10) مقاعد، فيما "يهدوت هتوراة" (7) مقاعد، وائتلاف "العمل-جسر-ميرتس" (7) مقاعد، و"إسرائيل بيتنا" حصل أيضاً على (7) مقاعد، وحزب "يمينا" حصل على (6) مقاعد، ليصبح اليمين (59)، ووسط يسار (54).
تأثرها محدود
وبشأن تأثير نتائج القائمة على الكنيست، قال أبو نصار: "إنّ هذه النتائج سيكون تأثيرها محدود لسببين، الأول أنّه في ظل المعطيات الحالية فمن الصعب رؤية بني غانتس زعيم حزب أزرق- أبيض الذي خسر الانتخابات يُشكل حكومة".
وتابع: "السبب الثاني هو عدم مقدرتها على أنّ تلعب دوراً بارزاً؛ لأنّ المؤشرات تُؤكّد زيادة التطرف في أوساط اليهود بإسرائيل، ويتم السعي لإقصاء القائمة المشتركة حتى لو حصلت على 16 مقعداً".
وتتألف القائمة المشتركة من تحالفات مؤلفة من حزب الجبهة الديمقراطية، والحزب الشيوعي الإسرائيلي، والتجمع الوطني الديمقراطي، والقائمة الإسلامية الموحدة، والحركة العربية للتغيير، وتضم في ثناياها التيار الشيوعي ودعاة التعايش العربي اليهودي، والتيار القومي العلماني إلى جانب الموحدة التي تُمثل الحركة الإسلامية الجنوبية.
وفي انتخابات الكنيست الـ22 التي عُقدت في أبريل/نيسان 2019، تفككت المشتركة وتم خوض الانتخابات البرلمانية في قائمتين منفصلتين، إحداها تضم الجبهة الديمقراطية والعربية للتغيير والثانية تضم الحركة الإسلامية الجنوبية والتجمع الوطني.
ومع ازدياد واتساع دائرة حركة المقاطعة بلغت نسبة التصويت بانتخابات أبريل/نيسان في صفوف المواطنين العرب 49%، حيث حصل تحالف الجبهة والتغيير على ستة مقاعد، بينما تحالف الموحدة والتجمع على أربعة مقاعد، أقل بثلاثة مقاعد عن مجمل ما حصلوا عليه في تحالف المشتركة بالسابق، لتعود المشتركة بتحالف موحد في انتخابات سبتمبر/أيلول 2019 وتحصل على 13 مقعداً.
ضرب شرعيتها
وعن أبرز التحديات التي ستواجه المشتركة بعد فوزها، قال أبو نصار: "كل المساعي تنصب على محاولة ضرب شرعيتها، ومحاولة إظهارها كأنها طابور خامس، ولكنّ القائمة بذلت جهدًا من أجل أنّ تُشدّد شرعيتها، وتستمدها من المواطنين العرب ومن اليهود التقدميين وهؤلاء كلهم شرعيين في الدولة".
وفيما يتعلق بقدرتها على قطع الطريق أمام نقل المثلث بحسب بنود "صفقة القرن"، بيّن أبو نصار أنّها ستُساهم إلى حدٍ كبير في معارضة هذه المخططات، مُردفاً: "لكنّ لا أستطيع الجزم بأنّها ستقطع الطريق على هذه المخططات؛ لأنّ احتمالات قيام حكومة يمين في إسرائيل أقوى من احتمال حكومة وسط ويسار".
وختم أبو نصار حديثه، بالقول: "في نهاية المطاف، الحكومة من تحسم الأمور وليس المعارضة؛ وعلى الرغم من ذلك لا يوجد أدنى شك في أنّ زيادة قوة القائمة المشتركة سيؤدي لزيادة قدرتها على معارضة هذه المخططات."
وبحسب مصدر سياسي "إسرائيلي" فإنّ منطقة المثلث ربما تشملها عملية تبادل أراضِ بين "إسرائيل" والفلسطينيين في إطار الخطة الأمريكية المزعومة، كما كشف موقع عبري وجود مثل هذا البند في الخطة الأمريكية، في مقابل تنازل الفلسطينيين عن نحو 30% من أراض الضفة الغربية لـ"إسرائيل".
وكشف موقع "والا" العبري أنّ "صفقة القرن" المزعومة تقضي ببحث إمكانية إعادة ترسيم حدود إسرائيل من خلال اعتبار قرى المثلث جزء من الدولة الفلسطينية المستقبلية.
وزعم الموقع أنّ قرى المثلث: "كفر قرع، وعرعرة، وباقة الغربية، وأم الفحم، وقلنسوة، والطيبة، وكفر قاسم، والطيرة، وكفر برا، وجلجولية" التي تُصنف نفسها كمناطق فلسطينية، كان يفترض ضمها للسيادة الأردنية خلال المفاوضات على خطوط الهدنة عام 1949، لكنّ جرى ضمها في نهاية الأمر لإسرائيلية لأسباب عسكرية.
وبلغَ عدد سكان منطقة المثلث حتى عام 2016 نحو 300 ألف نسمة، غالبيتهم فلسطينيون مسلمون، الأمر الذي يجعل المنطقة تحظى بخصوصية كبيرة مقارنة بكل منطقة الشريط الساحلي على البحر المتوسط "شمال" ذات الأغلبية اليهودية.
يُذكر أنّ منطقة المثلث تمتد من أم الفحم شمالاً وحتى كفر قاسم جنوباً وهي ذات أغلبية فلسطينية كبيرة.