خارطة العالم...وحالة العجز !!!

حجم الخط

بقلم وفيق زنداح

 

 

 بلحظة عابرة ودون مقدمات ... وجدنا أن خارطة العالم والكرة الارضية من شمالها الي جنوبها ...ومن شرقها الي غربها ..... قد فقدت الكثير من بريقها .... وقدراتها وقيمتها العملية ... وأصبحت بحالة ارتباك وعجز لم يعمل حسابه ... وفق أولويات وقدرات تلك الحكومات ..... مهما اختلفت امكانياتها ومواردها المالية والعلمية والتكنولوجية .... وكأن الدول المتقدمة والنامية قد أصبحت على حد سواء من العجز والتراجع والارباك .... برغم ما اتخذ من اجراءات صحية .... ومنع للتحرك والسفر وحتي داخل البلدان بحد ذاتها ....والدفع بالقوات العسكرية الي الميادين والشوارع .... حتي وصلت الامور الي الدفع بالأسود المفترسة في محاولة لضبط الشارع ومنع السكان من التحرك حفاظا على حياتهم ومنعا لانتشار هذا الوباء .
البداية كانت بالصين ومن ثم ايطاليا حتي تم الانتشار كالنار بالهشيم ليقف العالم مرتبكا الي درجة العجز من أين يبدأ ؟؟!! .... والي أين سينتهي ؟؟!! .
بالتأكيد خارطة العالم والعلاقات الدولية والامكانيات الهائلة التي يعرفها الجميع .... ومجمل التحالفات وشبكة المصالح السياسية الاقتصادية والتكنولوجية ... سوف يحدث عليها الكثير من المتغيرات كنتيجة طبيعية للخارطة العالمية ما بعد الانتهاء من هذا الفيروس الوبائي .... وما سوف ينتج عنه من خسائر ونتائج ستكون بمحصلتها النهائية خسائر اقتصادية نتيجة لوقف اليات الانتاج الصناعي والزراعي والتبادل التجاري .... وما يمكن أن يحدث على ميزان التجارة الدولية من اختلال في تلك المعادلة لصالح البعض .... على حساب البعض الاخر .
الصين القوة الاكبر صناعيا وانتاجيا وتجاريا قد حدث لها اهتزاز بعجلة انتاجها باعتبارها المصدر الرئيسي لبضاعها لدول الشرق الاوسط ولبعض دول الاتحاد الاوروبي ودول شرق اسيا .
امكانيات الصين الكبيرة والتي تأثرت بضورة مباشرة وغير مباشرة والتي يصعب تقديرها حتي الان .... الا أنها لم تفقد قوتها الاكبر .... ولن يكون بإمكان دول أخري الاحلال مكانها بقدراتها الانتاجيه وتقنياتها العلمية العالية .
مصر العربية كانت من أوائل الدول التي وقفت مع الصين لمحاصره هذا الفيروس بما تمتلك مصر من قدرات علميه لتجارب أثبتت نجاحها .... اضافة لما يميز مصر وسياستها الخارجية من احترام لمبادئ العلاقات والصداقة .
وهذا لم يكن مع الصين بمفردها ... بل كانت ايطاليا المحطة الثانية للمساعدة المصرية والتي تاثرت بصورة كبيرة من هذا الفيروس .
النمور الاسيوية واليابان والصين كقوة صناعية انتاجية تجارية تشكل في معادلة التجارة الدولية الجزء الاكبر ..... وهذا ما سوف يكون له تبعاته على قوة الدولار الامريكي واليات الانتاج والقدرة الصناعية والتجارية والتصديرية للولايات المتحدة ...وما سوف يحدث من اختلال في ميزان التجارة الدولية ...كما سينعكس على القدرات التكنولوجية والعلمية والتعاون الذي سيحدث ما بين العديد من الدول بعد تجربة مريرة أعادت الحسابات الي أساسها الصحيح والي مقامها الواجب .... للاعتماد على الذات وعدم ترك فراغات عديدة في أركان أي دولة ... وفي أي مجال كان .
خارطة العالم سيحدث عليها الكثير من التغيرات والتي سيكون لها نتائج عديدة قد تكون لصالح دول .... وقد لا تكون لصالح دول أخري ...لكن الاهم أن تتعرف كل دولة على حقيقة احتياجاتها وأولوياتها ووضع خططها بما يتلاءم ويتناسب مع امكانياتها المادية والعلمية ..وأن تسخر طاقاتها واستثمارها بصورة مثلي ... وان لا تعتمد على الاخر .... في ظل تحديات كونيه قد لا يكون ما يحدث بمثابة البداية .... لكنها الاشارة التي أحدثت الاهتزاز والصحوة .... حتي ترسم العلاقات .... وحتي تحدد خارطة العالم بصورة أفضل واقوي وأقدر .