"الصديق وقت الضيق"، كانت إحدى أبرز الشواهد عندما يتطلب من كل طالب كتابة موضوع تعبيري عن الصديق.
يقول أحمد شوقي: إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفا...فدعه ولا تكثر عليه التأسفا فما كل من تهواه يهواك قلبه...فما كل من صافيته لك قد صفا سلام على الدنيا إذا لم يكن بها...صديق صدوق صادق الوعد منصفا.
كل سطر في أبياته تجسد مصطلحا لمفهوم الصداقة، أبرزها رعاية الصديق وذلك يتمثل في سؤاله واطمئنانه على خليله حتى لو تذمر خليله في ساعة غضبه وحزنه عليه الوقوف بجانبه مهما أصر أن يبقى وحيدا ومن هنا ينكشف الصديق الحقيقي من الصديق المزيف.
صدق الصديق وذلك يعتبر أهم مبادئ الصداقة، الصدق بشكل عام عامل مهم في نجاح العلاقات،فليس كل من بادلته الحب والود يبادلك نفس المشاعر والتقدير، ربما الأثار السلبية لعدم وجود مصداقية الصديق لا تبدو في البداية و لكنها تظهر مؤخرا مما تتسبب في وجود مشاكل بين كلا الطرفين وعوامل نفسية لأحدهم، وذلك بسبب استنزاف طاقة في إبداء مشاعر الصدق والود من أحد الأطراف.
الصداقة الحقيقية هي العون والمساندة في ظل وقوع الأيام الصعبة والمرجع السليم عندما تشتد بعض الأمور والمسائل العسيرة، وبرهان سلك الطريق الصحيح، وبئر الأسرار الأمين.
وأكبر مثال على ذلك "الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم ) وخليله أبو بكر الصديق الذي لم يغادره يوم منذ أن عرفه ولقبه بـ"الصديق" من شدة صدقه، كان يمرض لمرضه و يشفى لشفائه، حيث نشد أبي بكر (رضي الله عنه) مُعبراً عن حبه للحبيب (صل الله عليه و سلم) "مرض الحبيب فعدته، فمرضت من أسفي عليه، شفي الحبيب فزارني، فشفيت من نظري إليه" ، وإذا شرب الحبيب ارتوى المُحب.
وجود أصدقاء حقيقيين عملة فريدة في هذا الزمن مقابل انتشار الغدر والتزييف الشائع تلك الفترة، فمن لديه صديق يحفظ أسراره ويسنده ويدله على الطريق الصحيح فليحافظ عليه ويتمسك به، الصديق الحقيقي لا يمل شكواك من متاعب الحياة فلا فائدة في حياة خالية من صديق صادق صدوق.