أسباب الانخفاض التاريخي في أسعار النفط الأمريكي؟!

برامل النفط الأمريكي
حجم الخط

رام الله - وكالة خبر

هوت عقود النفط لشهر مايو والتي تنتهي قريباً بشكلٍ حاد لتنتهي في قعر المنطقة السلبية يوم الإثنين، مع استمرار سوق الطاقة بالانكماش نتيجة صدمة مزدوجة للطلب والعرض، وسط تفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19".

وبحسب وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" فقد انخفض خام غرب تكساس الوسيط تسليم شهر مايو، 55.9 دولار أمريكي، أي ما يقرب من 306%، ليستقر عند سالب 37.63 دولار للبرميل في بورصة نيويورك التجارية "ميركانتايل"، مُوضحةً أنّ هذه النهاية السلبية تعني أن المنتجين سيدفعون للمشترين لأخذ النفط من مستودعاتهم.

وأضافت: "إنها المرة الأولى التي يتم فيها تداول عقود النفط الآجلة بشكل سلبي في التاريخ، وفقاً لبيانات سوق داو جونز، وتنتهي عقود مايو يوم الثلاثاء".

وأشارت إلى أنّ عقود خام غرب تكساس الوسيط تسليم يونيو، انخفضت بأكثر من 18%، إلى 20.43 للبرميل، وانخفض سعر خام برنت القياسي العالمي تسليم يونيو، 2.51 دولار، ليغلق عند 25.57 دولار للبرميل في بورصة لندن للعقود الآجلة (ICE).

وتابعت: "كما انخفضت الأسهم المالية المتداولة في البورصة والمرتبطة بالأصول المتعلقة بالنفط، بشكلٍ ملحوظ يوم الإثنين، بسبب انهيار أسعار النفط الخام، وفي الوقت نفسه تراجعت المؤشرات الرئيسية في بورصة وول ستريت، مع إغلاق مؤشر داو جونز منخفضاً بنحو 600 نقطة، وتراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 لقطاع الطاقة، بـ3.29%، من بين أسوأ المجموعات أداءً".

وبيّن خبراء أنّ التجار حاولوا تفريغ مواقع التخزين قبل انتهاء العقود، ما ساهم في هذا الانخفاض التاريخي بأسعار النفط، لكنّ في يوم الإثنين، سارع التجار الذين لديهم مواقع تخزين طويلة الأجل، للخروج منها، وسط مخاوف من أنه سيكون من الصعب العثور على موقع خزن فعلي، في ظل وفرة المعروض من النفط الخام.

وقال باحثون في مركز سياسة الطاقة العالمية بجامعة كولومبيا: "إنّ الأثر الاقتصادي المترتب على المرض بالنسبة لعالم الطاقة، كان له تأثير عميق فوري على الطلب العالمي، ما أدى إلى انخفاض كبير بأسعار الوقود".

وكان كبار منتجي النفط قد أعلنوا عن تخفيضات في الإنتاج، على أمل استقرار سوق الطاقة، لكن العديد من المحللين يقولون إنّ ذلك لا يكفي لمواجهة صدمة المرض.

كما اتفقت منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" وحلفاؤها بقيادة روسيا، وهي مجموعة تعرف باسم أوبك +، على خفض الإنتاج بمقدار 9.7 مليون برميل يومياً في شهري مايو ويونيو المقبلين، بعد أربعة أيام من المحادثات.

فيما حذّرت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري الصادر حديثاً، من أنّه من المتوقع أنّ ينخفض الطلب العالمي على النفط بمقدار قياسي يبلغ 9.3 مليون برميل يومياً في عام 2020.