بقلم: ليمور سمميان درش
تواصل المقاييس الصحية الايجابية لدولة إسرائيل الارتفاع في الايام الاخيرة. في عدد الفحوصات المتراكم للمليون نسمة، توجد إسرائيل في المكان الرابع بين دول الـ OECD. بقي معدل الوفيات منخفضا، ومعدل المرضى النشطين يستقر، أي أن المنحنى يتسطح بالفعل. ولكن كل هذا لا يعفينا من النظر في السياق الأوسع لنرى ان العالم كله يوجد في فترة مأزومة هي الأصعب في التاريخ. فالى جانب الخطر الصحي، الذي يحوم فوق رؤوسنا، مثل معطيات الوفيات التي ترتفع فوق 10 في المئة في غير قليل من الدول القوية، يجثم منذ الآن فوقنا تدهور اقتصادي، هناك من يقدر بأنه سيكون اشد مما كان في الحربين العالميتين.
الأزمة العالمية لن تتجاوزنا، ولكن مدى شدتها ومسألة كم ستنجح الحكومة في أن ترد بشكل ناجع وسريع – في ظل ابداء المرونة المالية والبيروقراطية، بالضبط مثلما جرى في الجانب الصحي لمعالجة الوباء – متعلق بإقامة الحكومة: حكومة الطوارئ.
بالفعل، بعد مشادة سياسية طويلة، توشك أن تقوم حكومة في إسرائيل. صحيح أنها ليست حكومة اليمين، التي حلم بها المعسكر الوطني، ولكن بمراعاة شروط البدء من 58 مقعداً وبأنه حتى قبل بضعة اسابيع كان لا يزال احتمال لحكومة اقلية بدعم من «القائمة المشتركة، فهذا بالتأكيد نجاح. لأن دولة إسرائيل بحاجة لحكومة في ايام الوباء. حكومة يمكنها أن تستمد قوتها من البرلمان، وليس حكومة تضطر لتعمل مع كنيست كدية. حكومة يمكنها أن تهدئ لزمن ما الخلافات والاستبعادات الشخصية الزائدة لصالح إدارة الدولة. حكومة دائمة مع ميزانيات واضحة لفترة زمنية ذات مغزى.
فضلا عن ذلك، فهذه ليست فقط حكومة طوارئ، التي هي بالطبع مهمة بحد ذاتها، بل ايضا حكومة وطنية تسعى لتحقق رؤيا مهمة من الدرجة الاولى. هذه حكومة ختمت على شهادة تشكيلها بسط السيادة على غور الأردن وعلى الاستيطان في «يهودا» و»السامرة». حكومة ستضع حدا لـ»حدود اوشفيتس»، حكومة ترسخ حق الشعب اليهودي على وطنه التاريخي، وتثبّت هذه الخطوات كحقيقة سياسية وقانونية. في عصر «الروايات» المتضاربة وضياع الحقيقة، هذا ليس فقط انجازا سياسيا لجانب، بل ربما الانجاز الاهم لشعب إسرائيل ولدولة إسرائيل منذ يوم اقامتها. هذا الانجاز، الذي تلقى اعترافا خاصا في نافذة فرص سياسية أميركية، يجب أن يتحقق الآن تحت حكومة واسعة.
وعليه، فإنه حتى لو كانت حكومة الطوارئ الوطنية، التي توشك على القيام، تمسك عصفورين في يديها فقط، فلا يزال الحديث يدور عن انجازين يمكنهما أن يتحققا ليصبحا انتصارين تاريخيين. انتصار على وباء على نطاق تاريخي، وانتصار تاريخي عظيم للشعب اليهودي في بلاده. عندما يكون هذا واضحا جدا في اهميته، يثقل على نحو خاص التفكير بأن هناك مَن مِن شأنه أن يحاول الغاء اقامة الحكومة، بمطرقة ما – محكمة العدل العليا. إذ مثلما هي اقامة الحكومة الآن مبررة في جوانبها التاريخية، فإن منع اقامتها ايضا سيكون بمثابة قصور تاريخي. اذا تدخلت محكمة العدل العليا - لا سمح الله - بخلاف القانون، وبخلاف تصويت الناخب، وبخلاف اتفاق الوحدة واحتياجات اللحظة في اقامة الحكومة، سيحرم مواطنو إسرائيل من حقهم في حكومة تؤدي مهامها في زمن الوباء، وستمنع شعب إسرائيل من فرصة تاريخية لبسط سيادة اخرى في بلاده.
عن «إسرائيل اليوم»