دعا خطيب المسجد الأقصى المبارك، الشيخ عكرمة صبري، العالم الإسلامي إلى توجيه بوصلته لمدينة القدس؛ لأنّ انشغال جميع وسائل الإعلام بوباء "كورونا" وعدم ذكر المسجد الأقصى المبارك، سمح للاحتلال الإسرائيلي أنّ يستغل هذا الوباء لتحقيق أهدافه العدوانية والتوسعية التي يُبيتها للمسجد الأقصى، مُضيفاً: "لكنّ لن نُمكن الاحتلال من تطبيق مخططاته".
وقال صبري في تصريح خاص بوكالة "خبر": "إنّ المشكلة القائمة حالياً في مدينة القدس، هي أنّ الاحتلال يُحارب اللجان التطوعية التي تعمل على تقديم طرود الأغذية للعائلات المحتاجة والمؤسسات الخيرية".
وأضاف: "الاحتلال يُحارب اللجان التي تقوم بتعقيم الشوارع والمؤسسات، والمركز الطبي في صور باهر الذي يقوم بفحص المرضى والمصابين بكورونا".
وكشف أنّ الاحتلال استطاع خلال الأسبوعين أنّ يجمع 12 مليون شيقل، أي ما يزيد عن 4 ملايين دولار من المواطنين المقدسيين جراء فرض الغرامات عليهم بدون أسباب، مُشيرًا إلى أنّ الغرامة الواحدة تصل إلى 5 ألاف شيقل بما يزيد عن ألف دينار أردني.
وتابع: "هذه الإجراءات والغرامات المالية جاءت في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها المقدسيين؛ نتيجة إغلاق المحال التجارية بسبب وباء كورونا"، مُشدّداً على أنّ الاحتلال يزيد من معاناة المقدسيين ويُواصل هدم المنازل والاعتقالات والغرامات وبناء المستوطنات ويُعرض العمال العرب للوباء بإجبارهم على العمل.
وحول طبيعة الوضع في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان المبارك بعد إغلاقه بسبب جائحة كورونا، قال صبري: "إنّ مقاصد الشريعة دفعتنا لأنّ نُغلق أبواب الأقصى بشكلٍ مؤقت"، داعيًا الله أنّ يُزيل الوباء بإعادة فتح أبواب المسجد.
وأردف: "الرسول محمد صل الله عليه وسلم بشر الناس التي اعتادت على الصلاة في الأقصى، والآن تُصلى في بيوتها، بأنّ الصلاة في البيت بنفس ثواب تأديتها في الأقصى"، مُضيفاً: "إذا كان ثواب الركعة بـ500 في الأقصى، فالآن صلاة المقدسي في بيته بـ500 أيضاً".
وأشار إلى أنّ العمل الوظيفي في المسجد الأقصى موجود بمعنى "الأئمة، المؤذن، الحراس، السدنة، الموظفون"، مُبيّناً أنّ الآذان يُرفع خمس مرات وخطبة الجمعة تُقام ولم تقطع بحضور من وجد.
وكان مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية علق في 23 من مارس/ آذار الجاري حضور المصلين من جميع أبواب الأقصى لفترة مؤقتة، استجابة لتوصيات العلماء والجهات الطبية، حفاظًا على صحة وحياة المصلين بعد وصول فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) إلى القدس المحتلة.
واستثنى تعليق الحضور جميع الموظفين والعمال والحراس، كما استمر رفع الآذان في كافة الصلوات على أنّ يُؤدي الموجودون الصلوات في الساحات مع مراعاة الإرشادات الصحية.
وختم صبري حديثه، بالقول: "الرسول محمد صل الله عليه وسلم، بشر المسلم الذي يصبر على أي مرض وبائي يعتبر شهيد"، داعيًا الله أنّّ تنقلب هذه المحنة إلى منحة، وأنّ يرزق الله العالم الصحة والعافية وإنهاء الوباء العالمي.