"بســط الســيـادة" الإســرائـيــلية: بـدأت الــمـعـركـة

حجم الخط

بقلم: ليمور سمميان درش



حتى قبل أن تنطلق الحكومة الجديدة الى الدرب، فإذا بنا نوجد في بداية المعركة على السيادة. أولا: التعبير. في اليسار يصرون على تعبير «الضم»، بدلا من الاصطلاح القانوني الأدق: «بسط السيادة». هذه ليست صدفة.
مع أنه لم تكن أبدا سيادة اخرى معترف بها في المنطقة من ناحية القانون الدولي، باستثناء الاعتراف بالحق القومي للشعب اليهودي في بلاده في صك الانتداب البريطاني، يحبذ محبو الدولة الفلسطينية تعبير «الضم».
وهو يأتي من عالم المفاهيم الذي يأتي منه ايضا «الاحتلال»، ويشكل شطبا لغويا لحقنا التاريخي والقانوني في بلادنا.
ثانيا، ما بدأ تنقيطاً فور اعلان الخطة في البيت الابيض تعاظم ليصبح طوفان تحذير من الخطر.
من جهة، يوجد محللون يهمهم تبريد الحماسة ويتعلقون بأوتاد عالية في قيادة الادارة الأميركية كي يشرحوا بان الاول من تموز ليس موعدا مقدسا من ناحية الولايات المتحدة. بالمقابل، يستقبلون وزير الخارجية بومبيو بالدعوات لـ»وقف الضم». ويحاولون تقزيم الدعم الأميركي لإسرائيل كدعم ينبع من اعتبارات الانتخابات للرئاسة.
يشارك في هذه الحملة ايضا «قادة من أجل الأمن»، الذين ينشرون بشكل دائم جملة اوراق موقف حول بسط السيادة، ويبالغون في سيناريوهات الرعب عن نهاية الرؤيا الصهيونية. يحصل كل هذا في الوقت الذي تتبنى فيه خطتهم البديلة «الانفصال» عن الفلسطينيين في «المناطق». وفي الوقت ذاته يعتقدون هناك بأن اضرار فك الارتباط عن غزة لم يعد ممكنا حلها بوسائل عسكرية، بل فقط من خلال ادخال السلطة الفلسطينية الى المنطقة. بمعنى ان اقامة دولة فلسطينية هي التي ستؤدي الى نهاية مصادر قلقنا.
ثالثا، موقف أمم العالم. يعتبر الدعم العالمي ايجابيا فقط حين يكون كديا للسياسة الإسرائيلية. فالدعم غير المتحفظ تقريبا من جانب القوة العظمى الاهم في العالم، الولايات المتحدة، ليس فقط غير كاف، بل يؤدي الى هدف خطير. يقول السفير فريدمان ان الولايات المتحدة تستعد لاعلان السيادة في غضون أسابيع، ويعلن وزير الخارجية بومبيو بان السيادة متعلقة بقرار إسرائيل، ولكن رجال حملة تعطيل السيادة لا يرتاحون ولا يتباهون بصدى الحق التاريخي للشعب اليهودي.
بل العكس يصابون بحنين شديد بالذات لإنذار اوباما؛ وللضغط الذي فرض لتجميد كل بناء في المستوطنات، وان كان فقط من اجل بدء المفاوضات مع الفلسطينيين؛ للتخلي عن الفيتو الأميركي في الامم المتحدة في نهاية ولايته ضد قرار 2334 ضد الاستيطان. وعلى نحو مشابه، فان موقف فرنسا وبعض دول الاتحاد الاوروبي اليوم، والتي كان التزامها التاريخي للشعب اليهودي ولدولة إسرائيل غير مرة مشروطا، يروج لها جيدا، جراء معارضتها للخطوة لدرجة التفكير بعقوبات محتملة.
درس واحد من المهم ان نتعلمه. السيادة هي احدى الخطوات السياسية الاهم من ناحية تاريخية لشعب إسرائيل ولدولة إسرائيل، والتغيير البرنامجي في فهم البيت الابيض يجعل الاشهر القليلة المتبقية حتى الانتخابات في الولايات المتحدة ليس اقل من دراماتيكية. دولة إسرائيل والمعسكر الوطني كله ملزمون بالوقوف بصلابة في وجه كل الضغوط، والبدء بخلق منظومة متاريس تصد أولا الحملة الكاذبة، وتخلق بدلا منها خطاب الحقيقة والادوات الاعلامية الضرورية لنجاح الخطوة. بدأت المعركة منذ الآن.

عن «إسرائيل اليوم»