قال منسق الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان، جمال جمعة، إنّ مفاصل التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية قائمة منذ عام 1967، مُضيفاً: "يوجد مفصل كبير جداً في عام 2002 عندما بدأت إسرائيل في بناء جدار الفصل العنصري، الذي حددت فيه مكان تواجد الفلسطيني، وأعطت لنفسها الحق في التوسع بحوالي 62 من أراضي الضفة الغربية، إضافةً إلى عزل مدينة القدس كلياً وتكثيف الاستيطان فيها للسيطرة عليها".
وتابع جمعة خلال لقاءٍ خاص أجراه مراسل وكالة "خبر" في رام الله الزميل أمجد العرابيد: "بعد عام 2014 بدأت إسرائيل بخطوات فعلية لتكريس عملية الضم، سواء على مستوى القوانين التي أقرها الكنيست الإسرائيلي بمنح إسرائيل الحق في مصادرة الأراضي الفلسطينية حتى الخاصة منها لأغراض مختلفة، كما منعت الفلسطينين حتى من الاعتراض على أيّ عملية ضم لتسهيل التوسعات الاستيطانية والضم".
وأردف: "بعد العام 2017 عندما تبنت أمريكا المشروع الصهيوني وأخدت على عاتقها عملية تصفية القضية الفلسطينية، في وقتٍ كانت في إسرائيل تحتاج إلى شرعية لتقوم بهذا العمل، حيث لا تُعطيها الأمم المتحدة أو القانون الدولي هذا الحق، ولكنّ الأمريكان بإدارة يمينية فاشية كانوا على الاستعداد للمضي قدماً في هذا المشروع والتحالف مع إسرائيل وحكومة نتنياهو، وقد بدأت عملياً من القدس وبعد ذلك اللاجئين ومن ثم الاستيطان".
وأوضح: "عندما بدأ بومبيو بأنّ الاستيطان شرعي يتحدث بأن الاستيطان شرعي ولا يتعارض مع القانون الدولي، في مخالفةً واضحة للقوانين الدولية، وبعد ذلك بدأت إسرائيل عملياً بالتوسع بشكل كبير جداً، ببناء أعداد هائلة من المستوطنات".
واستدرك: "إسرائيل تُسابق الزمن في تكريس الاستيطان على أرض الواقع، وذلك ببناء الوحدات الاستيطانية ووحدات جديدة في فترة حكم ترامب الذي سيواجه الانتخابات في شهر سبتمبر المقبل ولا يوجد ضمانات إنّ كان سيستمرفي الحكم أم لا، لذلك إسرائيل تريد استغلال ذلك بكامل قوتها".
ولفت إلى أنّ "إسرائيل" تُركز على غور الأردن، حيث تم رصد ميزانيات هائلة لهذا الموضوع لدعم المستوطنيين ومساعدتهم على توسيع المستوطنات وبناء جديدة، وقد تم الإعلان عن مصادة مئات آلاف الدونمات تحت ما يُسمى بمحميات طبيعية وهي الهدف منها حصار الفلسطينيين في أماكن سكناهم، خاصةً التجمعات البدوية ومنعهم من الرعي ومنع المزارعين من استغلال أرضهم، وبالتالي تضييق الخناق عليهم من أجل الرحيل".
وأكّد على أنّ "إسرائيل" بدأت مع أزمة كورونا باستغلال انشغال العالم بالجائحة، فبدأت ببناء بؤر استيطانية جديدة، كما بدأت هجمات المستوطنين ضد الفلسطينيين بالتصاعد، ومن ثم مشاريع تتعدى ما اعطى ترامب في قراراته.
وبيّن جمعة أنّ التوسعة الأخيرة البالغة 7000 بؤرة استيطانية جديدة، كانت خارج حدود ما منحته لهم خطة "ترامب"، مُردفاً: "يُريدون استغلال هذه الأوضاع لإضافة مساحات شاسعة ومشاريع جديدة على الخارطة التي تم اعتمادها من قبل ترامب".
ونوّه إلى أنّ نوايا الاحتلال تتركز حالياً على الاستيلاء الكامل على الحرم الإيراهيمي، وذلك بعد مصادرة الأراضي المحيطة به وإقامة مشروع ما يُسمى "مصعد الحرم"، مُوضحاً أنّ محاولة لتفريغى البلدة القديمة من سكانها والسيطرة على أكبر قدر ممكن من أراضيها.
وشدّد على عدم وجود خيارات أمام الفلسطينيين، سوى مقاومة هذا المشروع بالمواجهة المباشرة مع الاحتلال، مُبيّناً أنّ "إسرائيل" تدفع إما أنّ تستلم السلطة الفلسطينية كلياً لرغباتها، أو أنّ تُعلن وقوفها ضد هذه المخططات، وبالتالي تغيير كل مسار العلاقة.
كما نبّه جمة إلى ضرورة أنّ يسبق الرد خطوة "إسرائيل" بالضم، من خلال قطع العلاقات معها فوراً، وإعادة الاعتبار للشعب الفلسطيني وأرضه وتاريخه ودماء شهداءه بوقف أشكال العلاقة مع هذا الاحتلال وجميع أشكال التنسيق.