اكثر بكثير ومتأخر كثيرا

حجم الخط

يديعوت– بقلم ناحوم برنياع

أفترض أن معظم الاسرائيليين يتعاطون  مع تنصيب الحكومة مثل النصوص التي تأتي بعد الوليمة في ليل الفصح. الكلمات تقول عيدا، ولكن الشعب يريد العودة الى الديار. أو الافضل: الى البحر. كان شيء  ما منعش  في الحدثين  اللذين وقعا بالتوازي أمس: التدفق الجماهيري نحو الشواطيء، بالبكيني وبالسبيدو، بخلاف فظ لتعليمات الحكومة، حيال الرجال بالبدلات الانيقة الزرقاء، ممن افتعلوا احتفالات في مقر الكنيست  وكذبوا على اليمين وعلى اليسار.  وزير البحر حيال وزير المياه. أين اسرائيل الحقيقية. كان يمكن لاحد ما ان يسأل. شارون مذنب، قالت لي امس واحدة كانت هناك. ارئيل شارون قال لهم: السيادة هي دولاب ضخم – مرة تكون فوق، مرة تحت. المهم الا تترك الدولاب أبدا. وقد تعلموا دفع كل ثمن: رفع مستوى الى الوراء، لقب مهين، موضوع للنكات في الشبكات، فترات من التبطل في وزارات مفتعلة، المهم ان تبقى على الدولاب. يلعب نتنياهو مع كبار حزبه ليس لانه يخاف مما  سيفعلون به من مقاعدهم في الكنيست – بعد سنوات من الخصي فما الذي يمكنهم أن يفعلوه؟ بل لان هذا هو طريقه للاعلام: انا هنا الملك. وكيف يعرف أن شخصا ما هو الملك؟  وفقا لقدرة امتصاص مخصييه.

​فكروا للحظة عن زئيف الكين: تطلع حياته هو ان ينتخب لرئاسة الوزراء. ذات مرة كان الوزير الاكثر قربا من نتنياهو. المستشار السياسي الرئيس، مبعوثه لكل دولة تنطق بالروسية. حتى يوم امس كان وزيرا لحماية البيئة – ليس مركز عالمه، ولكن مع ذلك وزارة ذات مغزى. امس وافق على أن يكون تحت لقب “وزير شؤون التعليم العالي والمقدرات المائية”. مكانته في بلفور انخفضت قليلا  في الولاية الاخيرة، وهذه كانت النتيجة. كان يمكن لالكين أن يقول لا، شكرا، وان يصبح مركز قوة في الكنيست. أما هو فقد اختار الاستسلام: وجد صعوبة في أن يتنازل عن الدعوة لجلسات الكابينت، عن الوثائق السرية، عن الفرصة للانضمام في رحلة الى بوتين. او فكروا بتساحي هنغبي، احد السياسيين الاكثر تجربة في الليكود. قبل سنين غير عادية كان يعتبر مرشحا محتملالرئاسة الوزراء. اما الان فهو ينظر الى اسرائيل كاتس، مساعده في الفترة التي كان فيها نشيطا طلابيا، فتذبل عيناه. تنازل غانتس فقط سمح له الانضمام الى الحكومة، في مكانة موازية لمكانة ميخائيل بيتون، الوزير في وزارة غانتس. كيف سقط الابطال.

​أو أدلشتاين، الذي القي به من رئاسة الكنيست. اراد الخارجية، فتلقى وزارة فرصته للنجاح فيها لا تفوق بكثير فرص ليتسمان. الخطاب الذي القاه نتنياهو أمس في مديح ادلشتاين، باسم كل النواب، كان قدوة للتهكم. اذا كانوا في أزرق أبيض أحبوه فلماذا اشترطوا الاتفاق بعزله؟ اذا كان نتنياهو معجب به، فلماذا تعاون؟

​احد لم ينمو الى جانب نتنياهو: لا في الليكود،لا في الصهيونية الدينية، لا في احزاب الوسط. هو نما وهم تقلصوا. بالفعل، رجل كفؤ جدا.

في الفترة الاولى هو سيكون معلم غانتس في السياسة. غانتس يحب أن يتعلم وبيبي يحب أن يعلم. هو سيروي له حكايات عن تلون وبؤس رجاله. معقول الافتراض انه علمه بان الشكاوى عن الحكومة المضخمة هي شغلة صحافيين: في غضون ايام ستختفي. وان الشعب لا بد سيحبه: وهو سيساعد.

غانتس سيقتنع بان هذا ثناء كبير وفعل نزاهة منح له. كرئيس بديل بعض من التشريفات التي يحصل عليها الرئيس القائم. اذا كان ابناء الاول يحظون بالحراسة، بابناء غانتس سيحظون بها ايضا؛ اذا كانت لنتنياهو ترتيبات سكن فستكون لغانتس ايضا، واضافة الى المكتب، الذي سيعمل بالتوازي مع وزارة الدفاع. لا ثناء ولا حذاء: هذا هو السبيل لجعل بيني بيبي. انتم قلتم اني مبذر، اني لا اهتم الا بنفسي، اني فاسد؟ فما الفرق بيني وبين بديلي؟ كوزي بان توته، يقول الايطاليون. هكذا يفعل الجميع.

غانتس هناك ليس كي يحصل على التناوب بل كي يمنع، او على الاقل يلطف، مخططات الضم؛ تصفية الجهاز القضائي؛ التدين في التعليم، في ثقافة الترفيه، في توزيع العبء وهو سيختبر على اداء هذه المهام. غانتس لا يمكنه ابدا أن يكون بيبي انجح من بيبي. على الرغم من ذلك، يجدر بنا أن نتمنى النجاح للحكومة. الدولة بحاجة في السنوات القريبة القادمة الى حكومة ناجحة.